ذهبت جائزة محمد زفزاف للرواية العربية في دورتها الثالثة التي يمنحها منتدى أصيلة الى الروائي المغربي مبارك ربيع، وتبلغ القيمة المالية للجائزة 10 ألاف دولار فاز بها من قبل الروائي السوداني الطيب صالح والروائي الليبي ابراهيم الكوني. واعتبر عبد السلام المسدي وزير الثقافة التونسي، رئيس لجنة تحكيم جائزة محمد زفزاف للرواية العربية في دورتها الثالثة أن منح أي روائي هذه الجائزة يعد تكريما له عن مجمل منجزه الروائي والابداعي، وأشار إلى أن عمل لجنة التحكيم كان عسيرا نظرا لصعوبة الاختيار وبسبب ثراء المنتوج الروائي العربي واحتلاله اليوم مكانة كبيرة في الوجدان العربي بعد أن كان الشعر ديوان العرب. أكد المسدي أن قرار لجنة التحكيم التي كان يرأسها والمكونة من الأعضاء: محمد بن عيسى وصلاح فضل وجمال الغيطاني وفاطمة الزهراء ازريول ورشيد بنحدو ومحمد ابراهيم الشوش، انتهت بالاجماع إلى أن الفائز بدورة هذه السنة هو الروائي المغربي مبارك ربيع، مشيرا إلى أن ربيع من الوجوه الروائية العربية التي تمثل الجيل الثاني من كتاب الرواية في العالم العربي، والذي ظل وفيا للابداع الروائي في شكله الكلاسيكي، متماشيا مع أنساق التحديث، متمكنا من عتبات التفجير السردي، كما ظل متشبثا بالواقع المغربي، متنقلا بين عالم القرية والمدينة وبين المحلي والعروبي بلغة صافية نقي. من جهته، أكد الدكتور صلاح فضل أن دورالرواية يتمثل في تسجيل وقائق وحياة الشعوب، ومبارك ربيع ينتمي إلى هذه الفئة من الكتاب العرب الذين تتحول الرواية على أيديهم إلى سجل قرائي، وقد كانت هذه الأسباب دوافع لاختيار مبارك ربيع فائزا بالجائزة. وكان الروائي المغربي مبارك ربيع قد حصل على جائزة السلطان قابوس للرواية مناصفة مع الروائية اللبنانية علوية صبح في سلطنة عمان، بمناسبة اختيار مسقط عاصمة للثقافة العربية قبل عامين، وأنجز مبارك ربيع المولود سنة 1940 بسيدي امعاشو، في ضواحي الدارالبيضاء، عدة أعمال تتوزع بين القصة القصيرة والرواية والمقالة الأدبية منها "سيدنا القدر" و"دم ودخان" و"الطيبون" و"رفقة السلاح والقمر" و"الريح الشتوية"و"رحلة الحب والحصاد" و"ثلاثية درب السلطان"، وعمل مبارك ربيع العضو باتحاد كتاب المغرب منذ 1922 أستاذا محاضرا في كلية الأدب في جامعة محمد الخامس با لرباط، ثم عميدا لكلية الآداب والعلوم الانسانية في نمسيك بالدارالبيضاء، ودرست روايتاه "الطيبون" و"رفقة السلاح والقمر" لطلبة البكالوريا، كما انجزت على أعماله الروائية عشرات الرسائل الجامعية.