حظيت الأجنحة العارضة لكتب "البراي "، باهتمام زوار الصالون الدولي للكتاب الذي نظم في طبعته ال19 بالصنوبر البحري، واعتبر البعض أن هذا النوع من الكتب هو مكسب المكتبة الجزائرية المخصصة لذوي الإعاقة البصرية "المكفوفين"، ولابد من الاهتمام بها مثلما يُهتم بذويهم الأصحاء، وإعطاء فرصة لهم وحق المطالعة الثقافية، التاريخية، الأدبية وغيرها من الكتب.. وكان جديد هذه الطبعة، فتح المجال أمام ذوي الإعاقة البصرية، لمطالعة كتب جديدة من دور نشر عربية أخرى، على غرار الأردن، وهذا ما لمسته "المساء" خلال زيارتها لجناح السيد أحمد العون، من وزارة الثقافة الأردنية التي عرضت تشكيلة فسيفسائية من قصص وروايات بلغة "البراي"، واعتبر السيد العون أنها مبادرة ارتأت من خلالها الوزارة الأردنية، تبادل ثقافة المكفوفين بين الدولتين. جاء الجناح بالكثير من العناوين للتعريف بهذا البلد الشقيق، وعرض تاريخه وقوميته العربية، لمجموعة من نخبة الكتاب الأردنيين، مثل الأستاذ حسين نشوان، صبحي فحماوي، إلياس فركوح، جمال الشلبي وبعض دوريات وزارة الثقافة، مثل مجلة "فنون"، "وسام والأفكار".. وكانت أهم عناوين كتب البراي بعنوان "رسالة إلى ولدي" للكاتب يعقوب العداة الملقب ب'البدوي الملثم'، وهي رسالة كان يرسلها الكاتب والأب يعقوب العداة إلى ابنه خالد، فيها نصح وإرشاد لطفله، إلى جانب بعض المواقف المحزنة والمفرحة التي يشاطرها إياه، فضلا عن بعض القصص الأخرى، مثل "جحا والدب الكبير"، و« لماذا تنبح الكلاب"، كلها كتب تعد من التراث العربي الأصيل، تعكس ثقافة مشتركة بين مختلف الدول العربية، مهما ابتعدت المسافات عن بعضها. وكشف لنا السيد احمد في معرض حديثه، عن أن وزارة الثقافية الأردنية التي سهرت على إصدار تلك الكتب، بادرت بالتبرع بها وأحصت أكثر من 20 عنوانا إلى جمعيات خيرية جزائرية تهتم بفئة المكفوفين، كعمل تطوعي حسن، بعد أن أسدل الصالون ستاره، بنية تقريب المكفوفين من الدولتين وإعطاء المجال لهذه الفئة من الجزائر والتعرف بطريقة غير مباشرة عن ذويها من دولة الأردن الشقيقة. والجدير بالذكر أن تلك الكتب قام بفحصها مختصون ومحررون لتدقيقها لغويا وبيانيا، وأكد محدثنا أن وزارة الثقافة الأردنية تعطي اهتماما خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعلها تقوم بهذا النوع من الإنجازات الخيرية الحسنة.