يقوم رئيس جمهورية تركيا، رجب طيب أردوغان، بزيارة رسمية إلى الجزائر، يومي 19 و20 نوفمبر، بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حسبما أفاد به أمس بيان لرئاسة الجمهورية. وتعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى من نوعها في إطار ثنائي للسيد أردوغان إلى الخارج منذ توليه منصب رئيس جمهورية تركيا. وأضاف البيان أن هذه الزيارة تندرج في إطار "التعزيز المستمر للعلاقات بين البلدين اللذين تربطهما معاهدة صداقة وتعاون تم التوقيع عليها في 2006". مشيرا إلى أن "الشراكة بين البلدين تشمل كل قطاعات النشاط، والطرفان مرتاحان للتطور الذي تشهده". إضافة إلى المحادثات التي سيجريها مع الرئيس بوتفليقة من المقرر أن يلتقي الرئيس أردوغان بمسؤولين جزائريين سامين. ويتم بهذه المناسبة عقد "منتدى الأعمال التركي الجزائري "لبحث فرص الاستثمار في الجزائر، والتعاون الاقتصادي بين البلدين قبل أن يتوجه إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، للمشاركة في الدورة الثانية لقمة الشراكة التركية الأفريقية، المقرر انعقادها في الفترة (19-21) نوفمبر الجاري. ويطغى الطابع الاقتصادي بقوة على زيارة أردوغان، الذي يقود وفدا وزاريا يتكون من نائب رئيس الوزراء نعمان قورطولموش، وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، وزير الدفاع عصمت يلماز، وزير الطاقة والمصادر الطبيعية طانر يلدز، وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، ووزير الزراعة والثروة الحيوانية مهدي أكر، بالإضافة إلى عدد من النواب ورجال أعمال. وفي هذا الصدد أعرب وزير الصناعة و المناجم السيد عبد السلام بوشوارب، عشية زيارة الرئيس التركي لبلادنا، عن أمله في مشاركة فعالة للمؤسسات التركية في مسار إعادة بعث الصناعة في الجزائر. وأوضح بيان للوزارة أن السيد بوشوارب، قد عبّر خلال لقائه بالسيد عدنان كيسيتشي، سفير جمهورية تركيابالجزائر، عن "أمله في مشاركة فعالة للمؤسسات التركية في الديناميكية الجديدة للقطاع"، مشيرا إلى ضرورة تفعيل أكبر للمبادلات الصناعية بين البلدين وإقامة شراكات في القطاعات التي تفيد الجزائر. كما أعرب السيد بوشوارب، عن ارتياحه لنوعية العلاقات التي تربط الجزائروتركيا، والتي تعززت أكثر منذ التوقيع في سنة 2006، على اتفاقية الصداقة والتعاون التي تنم عن الإرادة الكبيرة للجانبين في تطوير علاقاتهما بشكل أكبر. من جانبه جدد السيد كيسيتشي، التأكيد على الاهتمام الذي يوليه بلده لبرنامج التنمية الذي باشرته الجزائر في مجال الصناعة والمناجم، مضيفا أن الخبرات والمهارات التي تتمتع بها المؤسسات التركية يمكن أن تسهم في تعميق التعاون الثنائي. من جهة أخرى أشارت وسائل إعلام تركية إلى أن الرئيس أردوغان، يعتزم فتح ملف نقل الغاز الجزائري إلى تركيا، حيث يتوقع أن يتم تجديد عقد شراء 4 ملايير متر مكعب من الغاز الطبيعي الجزائري سنويا خلال هذه الزيارة لفترة 10 سنوات، كما تظهر رغبة أنقرة في إسناد هذه المهمة لإحدى الشركات التركية الكبرى المتخصصة في النقل البحري. كما تركز تركيا اهتمامها الاقتصادي في الجزائر وبالخصوص على القطاع التجاري، حيث يطمح أردوغان، خلال زيارته الأولى للجزائر كرئيس والثالثة كمسؤول تركي إلى المزيد من الحصص في السوق الجزائرية، علما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، يبلغ حاليا 5 مليارات دولار، كما يبلغ حجم الاستثمارات التركية في الجزائر 7 مليارات دولار. وكان أردوغان، قد أكد خلال زيارته الأخيرة لبلادنا طموحه لبلوغ ما يقارب 10 ملايير دولار كمبادلات تجارية بين البلدين لمضاعفة القيمة الحالية الثابتة عند 5 مليارات دولار منذ سنة 2012. كما تطمح تركيا في هذا الإطار إلى إنشاء منطقة تبادل حر بين البلدين، خاصة وأن هذه الأخيرة تعد الممون السابع للجزائر بقيمة بلغت 1.78 مليار دولار، فيما تعد تركيا زبون الجزائر الثامن بقيمة 3.04 مليار دولار سنويا. ويأتي الاهتمام التركي ببلادنا في ظل المنافسة الكبيرة التي تعرفها السوق الجزائرية لا سيما من قبل الصين وفرنسا. وهو ما سيدفع بالوفد التركي في لقاءاته مع المسؤولين الجزائريين للدعوة إلى تمديد اتفاقيات التعاون الموقّعة بين البلدين في قضايا الطاقة، الدفاع، والاقتصاد. وفي ظل التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة المتوسطية، فإن زيارة أردوغان، للجزائر ينتظر أن تتطرق إلى القضايا الأمنية لا سيما الملف الليبي، وجلسات الحوار التي تعتزم الجزائر احتضانها، علما أن تركيا سبق أن أعلنت دعمها الرسمي لمسعى الجزائر في منع أي تدخل أجنبي والذي من شأنه أن يضاعف الأزمة في ليبيا. تجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة قام بها رئيس تركي إلى الجزائر كانت في عهد الرئيس سليمان ديميريل عام 1999.