دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، إلى ضرورة التكفّل الأمثل بالمهاجرين الأفارقة المتواجدين بالمناطق الحدودية لجنوب الوطن، وضمان تأطيرهم الطبي والصحي، مشيرة إلى المشاركة في عملية إجلاء الرعايا النيجريين المقيمين بصفة غير شرعية بالجزائر إلى بلدهم الأصلي في أحسن الظروف المواتية وذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة. وأكدت بن حبيلس، خلال ندوة صحفية نشطتها أمس السبت، بالمقر الوطني بنهج محمد الخامس بالعاصمة، استعرضت فيها عملية إجلاء الرعايا النيجريين غير الشرعيين. أن الدولة ملتزمة بمواصلة سياستها التضامنية في سبيل إجلاء الرعايا الأفارقة الذين تبقى إقامتهم غير شرعية بالجزائر خاصة النيجريين، وهذا نزولا عند طلب بلدهم النيجر. وأوضحت المتحدثة في هذا الإطار، أن مؤسسة الهلال الأحمر مجندة وعلى أتم الاستعداد للمشاركة في هذه العملية التي تقودها لجنة تتشكل من مصالح النشاط الاجتماعي، والتضامن والأسرة والمديرية العامة للأمن الوطني، ومديريات الصحة ومصالح الحماية المدنية، في سبيل التمكن من إجلاء هؤلاء الرعايا في أحسن الظروف التي تصون وتحمي كرامتهم. حيث ستعكف على تخصيص شاليهات بمقر تواجدهم بتمنراست، لتجميعهم تتوفر على كل مستلزمات الراحة والإقامة، في انتظار إعادتهم إلى بلادهم الأم. وأضافت بالمناسبة، أن هيئتها تشارك إلى جانب الشركاء المرافقين في تنظيم وتأطير هذه المبادرة على مستوى مراكز العبور المخصصة لذلك لتوفير كل الظروف والإمكانيات التي تضمن تنقلهم المريح وإعادتهم إلى بلدهم، خاصة أن معظم هؤلاء المهاجرين النيجريين يتوزعون بالجزائر في شكل عائلات رفقة أطفالهم الصغار. كما أردفت المسؤولة موضحة، بأن فكرة الشروع في عملية إجلاء هؤلاء الرعايا الأفارقة جاءت في وقتها لاسيما وأن هذه الخطوة تندرج في إطار الخطة الوقائية التي سطرتها المصالح الصحية بالمناطق الجنوبية، على غرار إليزي وأدرار تخوفا من أن يكون هؤلاء الرعايا مصدرا لنقل مرض "الايبولا" القاتل، مذكّرة بالاستراتيجية الوطنية الوقائية التي تم اعتمادها في إطار مراقبة حدود الوطن، وإخضاع المهاجرين المتنقلين إلى المراقبة الطبية الشاملة، لكنها تبقى غير مجدية إلى حد بعيد تقول بن حبيلس بسبب عزوف الكثير من المهاجرين عن مراكز الإيواء الخاصة بهم، ورفضهم إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل الدموية التي تثبت الإصابة من عدمها بهذا الوباء الفتّاك. وقالت المتحدثة في هذا الشأن: "إن هذه الوضعية أجبرت أعوان الهلال الأحمر الجزائري، بالتنسيق مع الجهات الاجتماعية والطبية المعنية إلى التنقل للمحطات والساحات العمومية لإقناع المهاجرين بضرورة إجرائهم لهذه الفحوصات حفاظا على سلامتهم الصحية والتكفّل بالحالات المصابة بشكل مثالي. وفي ردها على سؤال حول الإحصائيات الدقيقة لعدد المهاجرين الأفارقة المتواجدين بصفة غير شرعية بالجزائر، أكدت مسؤولة الهلال الأحمر أن مصالحها لا تملك إحصائيات دقيقة عن عدد هؤلاء، معتبرة أن الأمر ليس من اختصاص هيئتها، مذكرة بأن مهمة الهلال الأحمر في هذا الاتجاه تكمن في كيفية التأطير والتكفل بهم لا أكثر ولا أقل. إلى جانب تدعيمهم لإقامة مشاريع استثمارية بالنيجر لتثبيتهم ومنعهم من التفكير في الهجرة والإقامة غير الشرعية بالخارج.