لم تفلح أغلبية المجالس المحلية بالعاصمة - حسب عدد من سكانها- في تحقيق برامجها التي وعدت بها خلال برامجها الانتخابية، على الرغم من مرور سنتين من تجديد المجالس المحلية بمنتخبيها المحليين، بالنظر إلى الإمكانيات القليلة التي تتوفر عليها والصلاحيات المحدودة الممنوحة ل"الأميار". أجمع العديد من ممثلي المجالس المحلية بالعاصمة، وكذا رؤساء الأحياء والمنتخبين التي تحدثت معهم "المساء" على أن أغلبية البلديات تعاني عدة عوائق حالت دون تجسيد عشرات المشاريع، و في مقدمتها ضعف الميزانية المحلية وقلة المداخيل الجبائية لتجسيد المشاريع ذات المنفعة العمومية. بلديات هزيلة جبائيا في غياب البديل وجد عشرات "الأميار" ببلديات العاصمة، أنفسهم في حرج كبير في القضاء على مشكل السكن، بعد مرور سنتين من انتخابهم على رأس البلديات، بسبب شح حصص السكن الاجتماعي والتساهمي، فأغلبية البلديات استفادت ومنذ عامين من حوالي 80 مسكنا تساهميا للبلدية الواحدة مقابل الطلبات الكثيرة، مثلما هو حال البلديات المتواجدة وسط العاصمة، التي تمتاز بنسيج حضري قديم ومهدد بالانهيار. من بين المبررات التي احتمى بها أغلبية رؤساء البلديات بالعاصمة، ضعف المداخيل الجبائية التي حالت دون تجسيد عشرات المشاريع المحلية المسطرة في عهدتهم الانتخابية، وهو حال بلدية الرايس حميدو، التي أكد رئيسها السيد جمال بلمو، على أن غياب المداخيل الجبائية بالبلدية حال دون تجسيد عشرات المشاريع، رغم استعداد المجلس لتجسيدها منذ السنة الأولى من العهدة الحالية، الأمر الذي أبقى أغلبية البلديات تنتظر الإعانات من الصندوق المشترك للبلديات، أو بعض المشاريع القطاعية التي قد تنال منها نصيبا. ومن بين النقاط الإيجابية التي بدأت تتجسد وتظهر لكل من يزور مصلحة الحالة المدنية ببلديات العاصمة، هو التحسن الملحوظ في خدمات مصلحة الحالة المدنية بعد التسهيلات التي اعتمدتها المجالس المحلية، غير أن بعض البلديات لم تستطع لحد الساعة الالتحاق بالركب ولا تزال تعيش فوضى كبيرة في مصالح الحالة المدنية، مثلما هو الأمر ببلدية الرويبة التي يعتبر مقرها الحالي للحالة المدنية قاعة للرياضة. انشغالات المواطنين لا تزال عالقة قال ممثل عن "جمعية آفاق" بحي بن جعيدة ببلدية برج البحري، "نور الدين.ي"، إن المجالس المحلية تقدم وعودا زائفة، فأغلبية رؤساء البلديات لم تعد لديهم صلاحيات، فهم عضو ملاحظ في عملية توزيع السكنات الاجتماعية والتساهمية، وأي إجراءات أخرى فهي من صلاحيات الوالي المنتدب ووالي العاصمة، مضيفا في معرض حديثه، "أن كل الانشغالات التي نقلناها إلى المجلس بقيت على حالها، فالوعود دائما موجودة وكان يمكن تحقيقها مع رئيس البلدية المخلوع"، لكن للأسف، كل الوعود لم تتحقق وذات النقائص الموجودة بالحي منذ سنتين لا تزل قائمة لحد الساعة". من جهته، أكد محمد فرج، ممثل حي أوريدة ببلدية أولاد الشبل، أن حيهم يعرف العديد من النقائص والمشاكل، الأمر الذي خلق حالة من التذمر والاستياء لدى السكان، بسبب افتقاره لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، منها قدم شبكة الطرقات وانعدام الإنارة العمومية والاكتظاظ الذي تعرفه المدرسة الابتدائية المتواجدة بالحي السكني، والأضرار التي تسببها شركة تحويل الرمل بمحاذاة الوادي، مضيفا في معرض حديثه أن أغلبية المجالس غير قادرة على تغيير الواقع لأن "العين بصيرة واليد قصيرة"، وأن البلدية بميزانيها الضعيفة لا تقوى سوى على تجديد بلاط الأرصفة.