احتفلت ولايات الوطن، أول أمس، بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي خرج فيها الشعب الجزائري إلى الشارع لتأكيد مبدأ حق تقرير المصير والتعبير عن رفضه لسياسة الجنرال ديغول الاستعمارية، الرامية إلى إبقاء الجزائر جزءا من فرنسا، والتي تزامنت مع زيارة ديغول للجزائر آنذاك. وتميزت الاحتفالات بهذه الذكرى، بتنظيم ندوات ومحاضرات تمحورت حول أهمية الاستفادة من شهادات من عايشوا الثورة، واستغلال شهاداتهم في كتابة التاريخ للحفاظ على الذاكرة ونقلها للأجيال الصاعدة. أجمع المشاركون في أشغال الملتقى الوطني حول "المقاربات الأكاديمية في استغلال الشهادات الحية للثورة التحريرية الوطنية ببسكرة أول أمس، على أن هذه الشهادات الحية تُعد إضافة نوعية لا يمكن الاستغناء عنها في تدوين التاريخ الوطني. وتم التأكيد خلال هذا اللقاء الذي نُظم بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 والذي أشرف على افتتاحه وزير المجاهدين الطيب زيتوني، على أن الشهادات الشفوية لا يمكن الاستغناء عنها في تدوين التاريخ الوطني من خلال العمل على ضمان تعدد وسائط التسجيل السمعية والسمعية البصرية، لتوسيع دائرة الاستخدام، كما يستوجب الأمر توسيع نشر المواد المسجلة حتى تصل إلى أقصى مدى محليا وعالميا. وأشار المتدخلون في اللقاء، إلى أنه ينبغي، زيادة على ذلك، السعي في اتجاه جعل الشهادات الحية في متناول الباحثين؛ حتى تتسنى معالجة هذه الكنوز النادرة بصفة إيجابية. وأبدى وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني لدى إشرافه على افتتاح هذا الملتقى، استعداد دائرته الوزارية للقيام بعمليات طبع كل ما صدر عن أشغال هذا الملتقى، في كتب وأقراص، مبرزا أن المطبوعات ستوزَّع بشكل واسع على جميع القطاعات والمؤسسات الجامعية، التربوية، التكوينية، الشبانية، الدينية وجميع المتاحف على المستوى الوطني. وعلى هامش حفل افتتاح هذا الملتقى، تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين كل من مديرية المجاهدين وجامعة محمد خيضر لبسكرة، والمكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، تشمل مجالات جمع وتوثيق كل ما يتعلق بالمقاومات الشعبية والحركة الوطنية والثورة التحريرية. كما دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي التاسع حول الثورة التحريرية "زيغود يوسف والثورة التحريرية" بسكيكدة أول أمس، إلى ضرورة جمع الشهادات الحية لقادة الولاية الثانية التاريخية. وتضمنت توصيات هذا الملتقى الاستمرار في عقد الملتقيات والندوات التاريخية المهتمة بتاريخ الثورة التحريرية، وكذا تشجيع المجاهدين على كتابة مذكراتهم التاريخية حول الثورة في الولاية الثانية التاريخية، فضلا عن جمع الحقائق التاريخية حول أحداث هجومات الشمال القسنطيني. كما دعت التوصيات إلى ضرورة تشجيع الباحثين في تاريخ الثورة، على الاطلاع على الأرشيف المتعلق بالولاية الثانية التاريخية، والاستفادة من رصيد الصحف التي عالجت الثورة التحريرية في الولاية الثانية التاريخية، وضرورة المحافظة على الذاكرة الوطنية لأعلام الثورة من الضياع، وتوسيع مجالات التعاون مع مختلف الهيئات المهتمة بالتاريخ الوطني. وبولاية جيجل، نظمت مديرية الشؤون الدينية ندوة حول سياسة الاستعمار الرامية إلى القضاء على المساجد؛ خشيةً من دور المسجد في الحركة الوطنية وتنوير المواطنين؛ بحيث أكد مسعود بولجويجة المدير الولائي للشؤون الدينية، أن من أصل 108 مساجد تم إحصاؤها بالجزائر العاصمة في 1830، لم يتبقّ سوى 8 في 1960 عشية الاستقلال. ومن جهتهم، أبرز المشاركون في أشغال لقاء دراسي حول" البعد الشعبي في الثورة التحريرية" الذي احتضنه متحف المجاهد بأم البواقي أول أمس، دور الإعلام الوطني في دعم الثورة التحريرية وإنارة الرأي العام الوطني والدولي بحقيقة الثورة الجزائرية. وركز المحاضرون في هذا اللقاء الذي حمل شعار "حتى لا ننسى"، على ما قدّمه الإعلام الوطني المكتوب والمسموع آنذاك؛ من أجل التصدي للآلة الإعلامية الاستعمارية الفرنسية، وكشف زيف ادعاءاتها أمام الرأي العام العالمي. ودعا المتدخلون إلى إرساء قواعد اتصال دائمة بين أجيال الاستقلال وأجيال الثورة التحريرية؛ من خلال تنظيم لقاءات ونشاطات فكرية، وموائد مستديرة للتذكير ببطولات الشهداء والمجاهدين.