تحركت الدبلوماسية الأمريكية من جديد على الساحة الشرق أوسطية، في مسعى لإعطاء نفس جديد لمسار سلام متعثر منذ فشل مفاوضات التسعة أشهر التي انتهت شهر أفريل الماضي الى "نتيجة صفرية". وينتظر ضمن هذا التحرك أن يلتقي رئيس الدبلوماسية الامريكي جون كيري، بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، يوم غد الثلاثاء، بالعاصمة البريطانية لندن لبحث الموقف العام من مفاوضات لم يعد الفلسطينيون مقتنعين بجدواها. وكشف صائب عريقات، أن اللقاء جاء بناء على طلب من رئيس الدبلوماسية الامريكي، دون ان يوضح المبررات التي قدمها كيري لعقد هذا اللقاء. وتأتي محادثات عريقات كيري بعد لقاء جمع هذا الأخير أمس، بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالعاصمة الايطالية روما بحثا خلاله الموقف العام بخصوص عملية السلام. كما ان اجتماع عريقات كيري يأتي قبل لقاء مماثل يجمع الوزير الامريكي بوفد عن الجامعة العربية يقوده أمينها العام نبيل العربي، ويحضره عدد من وزراء الخارجية العرب. ولكن الوزير الأول الإسرائيلي استبق لقاءه بوزير الخارجية الامريكي، وحكم عليه بالفشل البين بعدما أكد انه يرفض كل فكرة لانسحاب اسرائيلي من الضفة والغربية والقدس الشرقية خلال عامين. وقال في اجتماع حكومته الأسبوعي إن البعض يريد أن يجعلنا في مواجهة هجوم دبلوماسي عبر محاولة فرض قرارات أممية علينا للانسحاب الى حدود جوان 1967، ولكننا نرفض ذلك بشكل قطعي بذريعة أن ذلك سيجعل المتطرفين الإسلاميين على مشارف تل أبيب وفي قلب القدس وهذا مالا نقبله أبدا. وكثف جون كيري، من تحركاته الدبلوماسية للضغط على الجانب العربي والفلسطيني للتراجع عن طرح مشروع لائحة جديدة على مجلس الأمن الدولي، تضمنت رؤية عربية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي عبر قرار ينهي الاحتلال بحلول نوفمبر 2016 في تباين واضح مع المقاربة الأمريكية الداعية الى استئناف جديد لمفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفق مبدأ حل الدولتين. وتيقن المسؤول الامريكي أن إصرار الجانب العربي على الحصول على تأييد أممي لمساعيه سيؤدي حتما الى مواجهة دبلوماسية بين واشنطن والطرف العربي، في كواليس الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وهو ما جعله يؤكد أن أمله كبير أن تسمح مثل هذه اللقاءات بتفادي حصول مواجهة في الأممالمتحدة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان مسؤولون فلسطينيون أكدوا أن الخطوة الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي، لاقت معارضة أمريكية واضحة بدعوى أنها خطوة أحادية الجانب وترى أن أي حل بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يكون عن طريق المفاوضات المتوقفة منذ أفريل الماضي. ولا يستبعد أن يكون الاجتماع الطارئ الذي عقدته القيادة الفلسطينية أمس، ووصف بالهام بمدينة رام الله بالضفة الغربية، يندرج في إطار تحديد كيفية التعاطي مع التحركات الأمريكية والمقترحات التي يكون كيري، قد حملها في حقيبته للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال صائب عريقات، أن الاجتماع وضع آليات تنفيذ المقترحات الفلسطينية وموعد طرح مشروع القرار الفلسطيني على مجلس الأمن الدولي، ومواصلة التحركات لطلب العضوية في هيئات الأممالمتحدة والتوقيع على معاهدات دولية. وشدد على أن المسعى الفلسطيني في التوجه الى مجلس الأمن يرتكز على طلب واضح ومحدد بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحل كافة قضايا الوضع النهائي والإفراج عن المعتقلين واللاجئين واعتبار الاستيطان عملا غير شرعي بما يستدعي وقفه على الفور. ويسعى الفلسطينيون منذ عدة أسابيع إلى طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي، تضمن تحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال مدة عامين.