لا يزال سكان قرية حجرية التابعة لبلدية كركرة غرب ولاية سكيكدة بالمصيف القلي يأملون في أن تحظى قريتهم باهتمام السلطات المحلية بما يعود على السكان المتشبثين بمنطقتهم بالنفع العميم، خاصة أنها تملك من المؤهلات الطبيعية ما يجعلها منطقة سياحية وفلاحيه بامتياز، فهي تمتد على طول سهل ابن زويت الطبيعي الساحر الممتد إلى غاية سهل تلزة الذي يعبره وادي قبلي بالمياه الصافية العذبة والتي تجمع بين زرقة البحر اللا متناهي وخضرة غطائها النباتي المتنوع وأرضها الخصبة. ويعد الانشغال الكبير لسكان المنطقة، الذين يقدر عددهم بأكثر من 5 آلاف نسمة، مواجهتهم للصعوبات الكبيرة التي ما تزال تلاحقهم وذلك منذ سنوات طويلة لبلوغ حقولهم المتواجدة على طول امتداد سهل ابن الزويت الذي يقطعه وادي قبلي الذي يفصل بين الضفتين، وعليه يرى السكان أنه من الضروري أن يتم إنجاز جسر حتى تسهل عليهم عملية التنقل إلى حقولهم في كل الأوقات ودون عسر، خاصة وأنهم يضطرون في فصل الشتاء إلى استعمال مسلك آخر، حيث تبدأ رحلتهم مع بداية النهار بالتنقل إلى مقر بلدية كركرة ومنها إلى مدينة القل على مسافة تقدر بأكثر من 10 كلم ليسلكوا الطريق الولائي رقم 85 الذي يقودهم إلى أراضيهم الفلاحية في رحلة وصفها أهالي قرية حجرية بالمتعبة. ويرى السكان أنه من غير المعقول أن تستمر متاعبهم اليومية وفي كل الفصول ومنذ سنوات طويلة للالتحاق بحقولهم وحتى ”العبّارة” التي قاموا بصناعتها بوسائل جد بدائية، والتي تستعمل في قطع الوادي الذي يبلغ عرضه حوالي 30 مترا وبعمق أكثر من 4 أمتار، فإن استعمالها يبقى حسبهم غير محمود العواقب بالخصوص عند ارتفاع منسوب المياه في فصل الأمطار، ناهيك عن صعوبة استعمالها إذ تتطلب حسبهم قوة عضلية لجدب الحبل الذي يتم ربطوه بين طرفي الوادي، كما أن امتطاءه حتى في الظروف العادية لا يحل المشكل إطلاقا بالخصوص عند عمليات جني المحاصيل الزراعية التي تتطلب إمكانات لنقلها إلى القرية ومن ثم تسويق ما يمكن تسويقه على اعتبار أن جل النشاط الفلاحي الممتهن من قبل الأهالي معاشي. صيادو حجرية يطالبون بملجإ لقواربهم وإذا كان إنجاز الجسر يبقى من الأحلام التي تراود السكان منذ سنوات، فإنهم يأملون أيضا في أن يقام على شاطئ ابن الزويت الساحر والرائع الذي تحتضنه منطقتهم ملجأ صغير لبواخر الصيد على اعتبار أن سكان حجرية يجمعون بين ممارسة الفلاحة والصيد البحري، إذ يوجد حوالي 300 صياد أغلبهم يستعمل قوارب صيد من الحجم الصغير ويضطرون عندما تسوء الأحوال الجوية إلى نقلها إما إلى اليابسة أو تحويلها إلى ميناء القل. وأعرب بعض الصيادين عن انتقادهم للوضعية، كون شاطئ بن الزويت لم يحظ بمشروع إنجاز ملجإ لحماية قواربهم من ”غضب البحر” رغم مطالبتهم بذلك منذ سنوات. منطقة للتوسع السياحي بحاجة إلى مشاريع سياحية من بين الانشغالات الأخرى التي رفعها إلينا بعض شباب المنطقة عدم استفادة شاطئ ابن الزويت من مشاريع للتوسع السياحي التي تتماشى وطبيعة المكان الممتد على طول شريط ساحلي يقدر ب03 كلم إلى غاية شاطئ تلزة الساحر بالقل، والذي يعد من بين أجمل الشواطئ على المستوى الوطني، كإنشاء ”مارينة” صغيرة تضم أكشاكا ومحلات خدماتية وحتى ”بنغالوهات” وبعض الفنادق الصغيرة التي بإمكانها المساهمة في إنعاش السياحة، ليس صيفا فحسب، بل على مدار السنة، لكون المنطقة تنعم بالأمن والآمان الذي يعم أرجاءها، كما تزخر أيضا بإمكانات طبيعية لا تزال عذراء، ومن ثم توفير مناصب شغل للعديد من الشباب الذي يبقى يواجه جحيم البطالة أمام غياب شبه كلي لمختلف مرافق التسلية وحتى للمرافق السياحية، فمنطقة ابن الزويت لا يتواجد بها لا فندق ولا هيكل إيواء بما في ذلك مخيم عائلي. للتذكير، وحسب مصالح مديرية السياحة للولاية، فإن منطقة كركرة تعد منطقة مدمجة مع بلدية القل في إطار ما يسمى بمنطقة التوسع السياحي لمنطقة خليج القل والمتربعة على مسافة إجمالية كلية تقدر ب 400 هكتار، حيث استفادت مؤخرا من دراسة رصد لها غلاف مالي إجمالي بقيمة 3.9 مليون دينار، وبإمكان منطقة التوسع السياحي لخليج القل عند تجسيد المشاريع التي ينتظرها سكان المنطقة، توفير 5630 سرير، مما سيمكن من خلق 2815 منصب شغل دائم. وفي انتظار تجسيد تلك المشاريع على أرض الواقع، يبقى شباب قرية حجرية بوجه خاص وشباب بلدية كركرة، يأمل أن تنتعش التنمية المحلية بهذه الأخيرة التي تعد من جنان الله في أرضه، وذلك بتخصيص مبالغ مالية كبيرة بإمكانها تحقيق الحلم الذي يبقى يراود السكان منذ أمد طويل.