تُعد الفلاحة، تربية المواشي وتربية النحل مجالات في طور الانتعاش بولاية النعامة المعروفة بخصوبة أراضيها وبوفرة كبيرة في الغنم ذات السلالة الجيدة وفي البقر كذلك، إلى جانب إنتاج العسل بمختلف أنواعه. وقد لوحظ مؤخرا اهتمام شباب المنطقة بالتخصصات المذكورة آنفا، وهذا من خلال الالتحاق بالفروع ذات الصلة بها، والمتوفرة بمؤسسات التكوين المهني، وأيضا من خلال وضع ملفات على مستوى الوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب "أونساج"، للاستفادة من تمويل يمكّنهم من الاستثمار في مجالات الفلاحة وتربية المواشي خاصة. وقصد توفير يد عاملة متخصصة في مثل هذين المجالين وهي يد عاملة مطلوبة بولاية تتوفر على خصوصيات مثل النعامة، وقصد تمكين الشباب أيضا ممن لديهم الرغبة في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في تربية المواشي والفلاحة، يتوفر المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بالنعامة، على تخصص الصحة الحيوانية، وتخصص حماية النباتات، إضافة إلى تخصص الزراعات الكبرى، كما أوضح لنا السيد يحيى ميموني رئيس مصلحة بالمعهد، مضيفا أن دور المعهد هو استقطاب الشباب إلى مثل هذه التخصصات، وأن المتخصصين وأساتذة المعهد يقومون بتوجيه طالبي التكوين إلى هذه التخصصات، وتقديم كل التسهيلات، وهذا يصب في إطار الرفع من اقتصاد الولاية خاصة. وأشار محدثنا إلى أن الولاية عرفت تقدما في مجال تربية النحل وإنتاج العسل، ففي وقت قريب - يقول السيد ميموني - لم يكن بالولاية سوى تسعة مربي نحل، ليقفز العدد الآن ويصبح تسعا وتسعين مربيا. إلى جانب ذلك، فإن الوكالة الولائية لدعم تشغيل الشباب "أونساج" بالنعامة، تقوم بدور هام في مساعدة الشباب على فتح مؤسسات خاصة بهم، لاسيما في المجال الفلاحي وتربية المواشي وتربية النحل؛ إذ يؤكد السيد عمر صادوق إطار بالوكالة فرع النعامة، أنها توجد بالولاية فرص كبيرة للاستثمار، لاسيما في المجال الفلاحي وفي الأنشطة الرعوية، وأن هناك شبابا بالنعامة نجحوا في مثل هذه الأنشطة، وتمكنوا من التخلص من البطالة، وخلقوا مناصب شغل لأفراد من أسرهم ولشباب آخرين، وساهموا، بالتالي، في امتصاص البطالة، مشيرا إلى أن الدولة تدعّم من جهتها، هذه المؤسسات، حيث توجد هناك امتيازات مالية وجبائية، كما إن كل الأطراف المعنية بالولاية؛ من تكوين مهني ومؤسسات مالية وأجهزة الدعم، تتعاون فيما بينها وتكثف من مجهوداتها للقضاء على البطالة بولاية النعامة. وأوضح محدثنا أنه لكي يستفيد الشاب من دعم الوكالة لا بد من أن تكون لديه شهادة تكوين، مشيرا في هذا السياق، إلى أنه مؤخرا قد استفاد شباب من فلاحين ومربين ممن لم يكن بحوزتهم ما يثبت أنهم فلاحون ومربون استفادوا من تكوين لمدة شهر بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بالنعامة، وهذا في إطار اتفاقية شراكة بين كل من الوكالة والغرفة الولائية الفلاحية والمعهد، وتحصّلوا على شهادات في نهاية التكوين، ثم تقدموا إلى الوكالة حيث أودعوا ملفاتهم للاستفادة من الدعم، وقد بلغ عددهم 150 شابا وشابة، وهم حاليا في طور إنشاء مؤسساتهم المصغّرة. كما كشف السيد صادوق أن دورة مماثلة من المنتظر أن تنظَّم خلال شهر فبراير الداخل. وقد بلغ عدد المسجلين إلى حد الآن 200 شاب وشابة للاستفادة من دعم يمكّنهم من الاستثمار في المجال الفلاحي، بما فيه تربية المواشي، وإنشاء مؤسسات لكراء العتاد الفلاحي، وإنشاء معاصر زيتون، مذكرا بأن الوكالة بدورها ستدعّم هؤلاء وسترافقهم وستتابع نشاطاتهم بعد إنشاء مؤسساتهم. وفي الأخير، يذكر أنه أمام هذه التسهيلات المقدَّمة للاستثمار في الفلاحة وتربية المواشي وتربية النحل، لا يبقى على الشاب المهتم سوى التحلي بروح الاجتهاد والمثابرة والنشاط، لإنجاح مثل هذه المشاريع، وبالتالي المشاركة في تنمية الاقتصاد الوطني.