تنوعت الحوادث التي خلّفها الاضطراب الجوي الذي لا يزال يخيّم على مناطق عدة من الوطن، فبين شلل في حركة المرور إلى انقطاعات في التزود بالكهرباء ومختلف المؤن الضرورية وعلى رأسها غاز البوتان، وصولا إلى الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات التي تسببت في وفاة ستة أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح أول أمس، فقط، بسبب غاز أحادي أكسيد الكربون فقد تسبب في وفاة أربعة أشخاص في يوم واحد منهم ثلاثة من عائلة واحدة، وذلك نتيجة موجة البرد القارس وسوء استعمال أجهزة التدفئة الغازية. وتشير آخر حصيلة أوردتها أمس، مصالح الحماية المدنية والخاصة بتدخلاتها إثر التقلبات الجوية الأخيرة إلى وفاة ستة أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح في حوادث مرور سجلت أول أمس، بمناطق مختلفة من الوطن، كما سجلت ذات المصالح وفاة أربعة أشخاص بغاز أوكسيد الكربون منهم ثلاثة من عائلة واحدة بولاية تلمسان، بالاضافة إلى إنقاذ 23 شخصا كانوا على متن سيارات محصورة بسبب تراكم الثلوج على مستوى طرقات بلديات ولاية برج بوعريريج. وأشارت الحصيلة إلى أن عملية إزالة الثلوج من طرف مصالح الحماية المدنية مازالت متواصلة على قدم وساق على مستوى ولايات البويرة وتيزي وزو وجيجل وميلة وبجايةوبرج بوعريريج وسطيف وقسنطينة والمدية، كما أكدت من جهتها مصالح الدرك الوطني، أن العديد من محاور الطرقات عبر ولاية برج بوعريريج، لاسيما بالمناطق الشمالية لا تزال مغلقة بسبب كثافة الثلوج التي تساقطت منذ أول أمس. ويشير تقرير صادر عن الدرك الوطني حول الوضعية الناجمة عن التقلبات الجوية التي تعرفها ولاية برج بوعريريج، إلى غلق العديد من الطرقات الرئيسية والفرعية، كما سجلت مصالح الحماية المدنية قرابة 90 تدخلا وإجلاء 70 سيارة و5 حوادث مرور على الطريق السيار (شرق-غرب) على مقطعه العابر لهذه الولاية أسفرت عن إصابة 3 أشخاص بجروح نقلوا إلى مستشفى لخضر بوزيدي، بالاضافة إلى إنقاذ 4 أشخاص تعرضوا لحالات اختناق بسبب استنشاقهم ثاني أكسيد الكربون، حيث تم إسعافهم بعين المكان وذلك ببلدية المنصورة. وقد شكلت مصالح الولاية خلية أزمة وتجنيد كل المصالح والهيئات والمؤسسات العمومية والخاصة للتدخل في حالة الضرورة، فيما لم تسجل مصالح مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز أي انقطاع للتيار الكهربائي، وكذا توفر قارورات غاز البوتان، حسب ما علم من مركز تعبئة الغاز ببرج بوعريريج. وبولاية تيسمسيلت استؤنف أمس، التموين بالكهرباء بصفة منتظمة بعد اضطراب وانقطاعات متكررة لعدة أيام بعدد من بلديات الولاية جراء التساقط الكثيف للثلوج، وتمكنت الفرق التقنية التابعة للمديرية الولائية لشركة توزيع الكهرباء والغاز للغرب، من إنجاز خط جديد تعويضا للخط الرئيسي المتضرر بسبب تساقط الثلوج يومي الخميس والجمعة الماضيين. وبولاية قسنطينة، تدخلت مديرية الأشغال العمومية أمس، لنزع الثلوج على الطرق الكبرى، حيث سخرت 7 جرافات و10 شاحنات ذات مجرفة و30 شاحنة عادية من أجل فك الخناق عن الطرق الولائية والوطنية التي عرفت تساقطا كبيرا للثلوج وصل سمكها في بعض الطرق إلى 30 سنتيمترا، فيما شهدت طرق قطار العيش، جبل الوحش ومفترق الطرق الأربعة حركة مرور صعبة بسبب تواصل تساقط الثلوج. ونتيجة لهذه الظروف عرفت بعض الأحياء بقسنطينة، ندرة في مادة الخبزة وحتى الحليب بسبب صعوبة تنقل الموزعين إلى المحلات التجارية والمخابز، وهو الأمر الذي أدى بسكان هذه الأحياء إلى التنقل إلى مسافات طويلة وباتجاه وسط المدينة لاقتناء حاجياتهم والتموين بالمواد الغذائية الضرورية، كما عانت العديد من العائلات خاصة في المناطق الريفية والمعزولة من غياب قارورات غاز البوتان، على غرار قرى ومداشر بلديات زيغود يوسف، ابن باديس وابن زياد من ندرة هذه المادة والتي ارتفعت في السوق السوداء لأكثر من 700 دج للقارورة وبسبب تواصل تساقط الأمطار والثلوج على مناطق ولاية بجاية أمس، أصبحت بعض القرى معزولة منذ يومين بسبب تراكم الثلوج على غرار برباشة، كنديرة، إغيل علي، شلاطة، آيت زرين وغيرها، كما تم تسجيل انجراف للتربة على مستوى بلدية درقينة وفيضان وادي الصومام، وجندت البلديات الريفية كل الوسائل اللازمة من أجل فتح الطرقات وتوفير المواد الاستهلاكية اللازمة للمواطنين.