نقل جثمان السائح الفرنسي هيرفي غوردال، الذي اغتالته مجموعة إرهابية بولاية تيزي وزو، في 24 سبتمبر الفارط أمس، إلى فرنسا، من أجل دفنه بمسقط رأسه، وجددت السلطات الفرنسية بالمناسبة تشكراتها إلى السلطات الجزائرية التي تمكنت من العثور على جثة الرعية الفرنسي، إثر عمليات بحث وتمشيط مكثفة قامت بها وحدات الجيش الوطني الشعبي بالمنطقة، فور إعلان خبر اغتياله من قبل المجموعة الإرهابية التي تم القضاء على كافة أفرادها. وحضر مراسم نقل الجثمان بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، إطارات بوزارة الشؤون الخارجية والسفير الفرنسي بالجزائر برنار إيمي، الذي أشاد في تصريح له بالمجهودات التي قامت بها السلطات الجزائرية للعثور على الجثة، كما تم بالمناسبة الوقوف دقيقة صمت قبل نقل الجثمان على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية. ووجهت فرنسا تشكراتها إلى السلطات الجزائرية التي تمكنت من العثور على جثمان هيرفي غوردال، وذلك من خلال تصريح وزير الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي لوران فابيوس، نقلته سفارة فرنسابالجزائر على موقعها الإلكتروني وجاء فيه "تحيي فرنسا السلطات الجزائرية التي تمكنت من العثور على جثمان مواطننا هيرفي غوردال، وتحديد هويته بدقة وهذا بالتعاون الوطيد مع المصالح الفرنسية المختصة". كما أشار رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى أن "فرنسا تحيي التعاون الممتاز مع السلطات الجزائرية منذ اغتيال هيرفي غوردال، الذي أحزن الأمة برمّتها". في حين ذكرت السفارة في بيان آخر ترحم فيه السفير برنارد، على الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، بأن تحاليل الخبرة الخاصة بالحمض النووي التي تم إجراؤها بالتنسيق بين المصالح الجزائرية والفرنسية على الجثة التي تم العثور عليها في 15 جانفي الجاري، من قبل قوات الجيش الجزائري، مكّنت من التأكيد بأن الأمر يتعلق فعلا بالرعية غوردال، المغتال من قبل المجموعة الإرهابية بأعالي جبال منطقة القبائل. كما ذكر السفير الفرنسي أثناء مراسم الترحم على الضحية بمطار هواري بومدين، بأن "هيرفي غوردال الذي يغادر الجزائر لآخر مرة، جاء إليها ليمارس هوايته المفضّلة المتمثلة في تسلق الجبال والاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تتميز بها منطقة القبائل، قبل أن يتم اختطافه من قبل جماعة إرهابية اغتالته بطريق جبانة وشنيعة، لأنه فرنسي وبلده يحارب الإرهاب". وإذ أشار السيد إيمي، بالمناسبة إلى الالتزام الذي أعلن عنه الوزير الأول عبد المالك سلال، يوم 4 ديسمبر الماضي، والذي أكد فيه بأن قوات الأمن المشتركة الجزائرية تواصل عملها في الميدان من أجل البحث عن جثة الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، والقضاء على قاتليه، ذكر بأنه يضم صوته لصوت وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي حيا أول أمس، السلطات الجزائرية على جهودها الجبّارة للعثور على جثة الضحية، حيث قال السفير الفرنسي في هذا الإطار "أود من جهتي أن أشكر السلطات الجزائرية على التجند العالي الذي أظهرته لتأدية هذه المهمة، والذي أسفر عن القضاء على عدد من أعضاء جماعة "جند الخلافة" واكتشاف جثة مواطننا". وجدد الدبلوماسي الفرنسي، بالمناسبة التأكيد على التعاون الممتاز بين السلطات القضائية الجزائرية ونظيرتها الفرنسية بشأن هذه القضية، مشيرا إلى "أن الجميع يشارك اليوم أحزان وآلام عائلة الرعية غوردال، وجميع عائلات ضحايا آفة الإرهاب، "التي واجهها الشعب الفرنسي بثبات وأبانت التئامه ضدها المسيرة الجمهورية التي انتظمت في 11 جانفي الجاري، وحظيت بدعم وتضامن كافة أصدقاء فرنسا وشركائها بما فيهم الجزائر"، قبل أن يخلص إلى التأكيد على عزم فرنسا على الاستمرار بالتنسيق الوثيق مع شركائها "وخاصة مع الجزائر، بروح من الثقة والتضامن في محاربة الإرهاب بلا هوادة". ويجدر التذكير بأن مفرزة تابعة لقوات الجيش الوطني الشعبي كانت قد تمكنت يوم 15 جانفي الفارط، بمنطقة "تابونشت أبي يوسف" قرب إفرحونن بدائرة عين الحمام بولاية تيزي وزو، من العثور على مكان دفن الجثة، وذلك إثر عملية تمشيط وتفتيش بالمنطقة قامت بها تبعا لمعلومات أدلى بها أحد الإرهابيين الموقوفين. وتمت عملية استخراج الجثة بحضور ممثلي النيابة العامة وعناصر الدرك الوطني والحماية المدنية، قبل أن يشرع في التعرّف على هوية الجثة من خلال إجراء التحاليل العلمية. وسبق للوزير الأول عبد المالك سلال، أن أكد عزم الجزائر على متابعة قضية إغتيال الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، حتى النهاية، معلنا إصرار الجيش الوطني الشعبي على القضاء على كل عناصر هذه المجموعة الخطيرة. وترجم الجيش الوطني الشعبي هذه الإرادة على الرد بقوة ودون هوادة على هذه المجموعة الإرهابية، بمباشرته لعملية تمشيط واسعة وغير منقطعة بجبال منطقة القبائل، مكّنت من القضاء على عناصر هذه المجموعة الخطيرة، بما فيها زعيمها الإرهابي الخطير قوري عبد المالك، الذي تبنّى عملية الاغتيال. وتم اختطاف الرعية الفرنسي البالغ من العمر 55 سنة وهو مرشد سياحي ومتسلق جبال يوم 21 سبتمبر 2014، بالقرب من قرية آيت "أوعبان" ببلدية "أقبيل" الواقعة بين تيزي وزو والبويرة، حيث كان على متن سيارة رفقة أصدقاء جزائريين تم إطلاق سراحهم، في حين تم الإبقاء عليه واقتياده إلى وجهة مجهولة قبل اغتياله يوم 24 سبتمبر الماضي.