دعا رئيس جمهورية البنين، السيد توماس بوني يايي، رجال الأعمال الجزائريين الخواص للاستثمار بالبنين، بعد الإصلاحات التي عرفتها خلال السنة الماضية، والتي "سمحت بتجسيد الاستقرار المالي والميكرو اقتصادي". مؤكدا استعداد بلاده لتوفير كل الإمكانيات والتسهيلات للمتعاملين الجزائريين الراغبين في إقامة مشاريع. أفاد الرئيس البنيني الذي يقوم بزيارة للجزائر منذ الأمس، تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن بلاده توفر عدة فرص أعمال للنهوض باقتصادها الذي بدأ يعرف انتعاشا بعد الإصلاحات التي أقرها خلال السنة الماضية 2014 ، والتي سمحت بتأمين المجال الاقتصادي والحفاظ على محيط الاستثمار من خلال محاربة الرشوة لإعطاء مصداقية أكبر للمؤسسات الاقتصادية. وأضاف السيد توماس بوني يايي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى رجال الأعمال الجزائري – البنيني أمس، بجنان الميثاق بالجزائر، على هامش الزيارة التي يقوم بها أن البنين راغبة في إقامة علاقات اقتصادية وشراكة قوية مع الجزائر، وهي بحاجة للاستفادة من تجربة المؤسسات الخاصة الجزائرية ورجال الأعمال الجزائريين. وفي هذا السياق أكد رئيس البنين، أن بلاده يتوفر على عدة إمكانيات يمكن لرجال الأعمال الجزائريين الاستفادة منها، معبّرا عن استعداده لمنح تسهيلات وإزاحة كل العراقيل أمام الراغبين في الاستثمار. وأكد الرئيس بوني يايي، بأن بلاده ترى في الجزائر شريكا هاما ورئيسيا يعول عليه لرفع التحدي الأمني، والعمل سويا للحفاظ على الاستقرار وتأمين الاستثمارات في البلدين نظرا لدوره المحوري في القارة الإفريقية خاصة بعد استرجاع الأمن والسلم والاستقرار السياسي والديمقراطي الذي ينعم به، والذي جعله قوة سياسية لها وزنها وكلمتها في المنطقة. وأشار الرئيس البنيني، إلى أن بلاده بحاجة إلى استثمارات الخواص في قطاعات عدة منها الطاقة، والطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذا السكك الحديدية، والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، والصحة، بالإضافة إلى النظام التربوي للنهوض بمستوى التدريس والتكوين والاستثمار في مجال الموارد البشرية. مضيفا أن بلاده تعمل جاهدة حاليا لقوية هياكلها ومنشآتها القاعدية لتطويرها وعصرنتها بما يسمح بتحقيق تنمية مستدامة وتحسين ظروف عيش سكانها. كما تطرق الرئيس البينيني إلى الوضع في البنين الذي وصفه ب"المشجع" على الاستثمار بفضل "الاستقرار الأمني والاقتصادي"، مخاطبا رجال الأعمال الجزائريين الذين حضروا المنتدى بأن البنين تحظى بسمعة "لا بأس بها" في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. مشيرا إلى أن بلاده تمكنت من القضاء على كل العراقيل البيروقراطية التي تعيق تأسيس وأداء هذه المؤسسات، بحيث لا يستغرق وقت إنشاء مؤسسة مصغرة سوى "ساعة واحدة". الأمر الذي جعل البنين تصنّف ضمن البلدان العشرة الأوائل من حيث السرعة في خلق المؤسسات، حيث تحصلت على النقطة ال23 ضمن التصنيف الذي تمنحه المؤسسات والمنظمات غير الحكومية التي تجري دراسات وتقارير حول نجاعة المؤسسات وتأسيسها على حد قول المتحدث، الذي صرح أيضا بأن البنين بات يشهد لها من طرف العديد من المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية، بالجهود التي قامت بها في مجال محاربة الرشوة والفساد، مما ينعكس بالإيجاب على محيطها الاقتصادي ويسجل لها كمؤشر في جلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية. وتوجه رئيس البنين، بالشكر الجزيل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على دعوته للجزائر، والتي يرى فيها فرصة هادفة لتعزيز العلاقات الثنائية والعلاقات الاقتصادية بين الجزائروالبنين. معبّرا عن قناعته بأن تعطي هذه الزيارة نفسا جديدا للعلاقات من شأنه أن يفتح آفاقا قوية ويؤسس لشراكة استراتيجية بين البلدين في القطاعين العام والخاص. من جهته أشاد السيد عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم لدى افتتاح أشغال هذا المنتدى الاقتصادي بنوعية العلاقات الجزائرية – البنينية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي مؤشر قوي لدفع العلاقات الاقتصادية لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات صداقة قوية، في زمن أصبح يعرف بزوال الحواجز والحدود الجغرافية من الناحية الاقتصادية، وبروز المعاملات والتبادلات التي بات يفرضها انفتاح السوق. وفي هذا السياق أكد السيد بوشوارب، بأن الجزائر عازمة على تقوية هذه العلاقات في كل مجالات الشراكة بين البلدين خاصة ما تعلق بالصناعات الغذائية، الصناعة الميكانيكية، والصيدلانية، الخدمات والهياكل القاعدية. كما اعتبر السيد بوشوارب، لقاء رجال الأعمال الجزائريين بنظرائهم البنينيين فرصة لمضاعفة الفرص ونسج علاقات اقتصادية جديدة تحضيرا لعقد المنتدى الاقتصادي الجزائريالبنيني الذي دعا إلى إلزامية توفير جميع الشروط الضرورية لتنظيمه قبل نهاية 2015. قصد تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي من شأنها تجسيد استثمارات مشتركة مستقبلا لتحريك الاقتصاد الإفريقي عالميا في السنوات المقبلة. مؤكدا أهمية مثل هذا المنتدى في دفع الشراكة الثنائية التي تعود بالفائدة على البلدين. وللتذكير فإن الجزائر قامت بعدة مبادرات لمساعدة البنين من أهمها مسح ديونها ومنحها مساعدات مالية، فضلا عن تكوين عشرات الإطارات البنينية، وذلك في إطار إرادة سياسية ورؤية استراتيجية لتنمية القارة الإفريقية اقتصاديا واجتماعيا. وتهدف زيارة الدولة هذه التي يقوم بها الرئيس بوني يايي، والتي تندرج في إطار علاقات الصداقة والتعاون التقليدية القائمة بين البلدين إلى بعث التعاون والتبادلات الثنائية. حيث يقوم الرئيس البنيني والوفد المرافق له خلال إقامته بالجزائر بالالتقاء برؤساء مؤسسات كما يزور بعض المنشآت الاقتصادية. ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية وكان رئيس جمهورية البنين، توماس بوني يايي، قد ترحم الاثنين، بمقام الشهيد على أوراح شهداء الثورة التحريرية. وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحيّة الشرفية، وضع الرئيس البنيني إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. كما قام السيد بوني يايي، بزيارة إلى المتحف الوطني للمجاهد، حيث استمع إلى شروحات حول تاريخ الجزائر ليوقع بعدها على السجل الذهبي للمتحف. رافق ضيف الجزائر رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، وبعض أعضاء الحكومة. وللتذكير شرع الرئيس البينيني أمس، في زيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وكان في استقبال رئيس بنين لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح. وكان بيان لرئاسة الجمهورية، قد أوضح أن هذه الزيارة التي تندرج في إطار علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائروبنين "تهدف إلى بعث التعاون والمبادلات الثنائية". وسيلتقي الرئيس البنيني والوفد المرافق له خلال فترة إقامته بالجزائر برؤساء مؤسسات، كما سيزور بعض المنشآت الاقتصادية. وأضاف البيان أن المحادثات التي ستجمع بين الرئيسين بوتفليقة وبوني يايي، ستكون مناسبة "لتعزيز التشاور حول المسائل ذات الاهتمام المشترك لاسيما على صعيد القارة الإفريقية".