قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تكليف خبير محاسبة لاسترجاع أموال القروض الحسنة المودعة لدى بنك البركة خلال الفترة الممتدة ما بين 2004 و2014، بالإضافة إلى تجميد العمل بمنظومة القرض الحسن لمدة 5 سنوات، وذلك ابتداء من الحملة ال 15 لجمع الزكاة لهذا العام. ولدى إشرافه أمس على اختتام الندوة الوطنية لإطارات الوزارة التي دامت يومين، دعا الوزير إلى إطلاق أسماء أعلام الجزائر من فقهائها ومجاهديها على مساجد الوطن؛ في خطوة لإبراز أهم رجالات الجزائر عبر التاريخ. واختُتمت أمس أشغال الندوة الوطنية لإطارات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بجملة من التوصيات والقرارات الهامة. وبتّ المجتمعون في ختام أشغالهم التي دامت يومين، في جملة من الملفات المهيكلة لقطاع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وقدّموا بذلك الأرضية الأولى، التي على أساسها سيتم تسيير شؤون القطاع، الذي يحظى باهتمام الحكومة، التي اعتبرته قطاعا استراتيجيا.. وقدّم إطارات الوزارة على مستوى الإدارة المركزية والمصالح الخارجية، خارطة طريق قد تغيّر الكثير من الأمور بالقطاع الذي يواجه تحديات كبيرة. ومن أبرز ما خلصت إليه أشغال الورشات الست التي فُتحت خلال الندوة، ما تعلّق منها بصندوق الزكاة؛ حيث أيّدت الورشة المخصصة لدراسة الملف، قرار الوزارة بإيقاف إمداد بنك البركة بأموال الزكاة المخصصة لتمويل مختلف المشاريع ضمن القرض الحسن. وفي السياق، طالب الوزير بفتح تحقيق ميداني في شكل استطلاع عن حقيقة تفاعل المواطنين مع صندوق الزكاة، الذي يدخل عامه الخامس عشر، والذي تم الإقرار بمواصلة العمل به. وأعطى الوزير تعليمات بتكليف خبير محاسبة لاسترجاع أموال الزكاة المودعة لدى بنك البركة، فيما أوصى المشاركون بضبط منظومة قانونية محكمة خاصة بصندوق الزكاة، وإنشاء مؤسسة مستقلة تُعنى بجمع وصرف الزكاة، بالإضافة إلى اعتماد محاسبين متخصصين ومحافظي حسابات لمتابعة صندوق الزكاة والتدقيق المالي فيه.. وفي إطار مراجعة العقد المبرم بين صندوق الزكاة وبنك البركة فيما يتعلق بتحصيل المرتجعات، ومنه إعادة النظر في منظومة القرض الحسن، مع مواصلة تسيير ملف الزكاة، وتخصيص حملة إعلامية لتوسيع المقبلين عليه. للإشارة، نشأ صندوق الزكاة من رحم المجتمع باقتراح لجنة من المفكرين سنة 2003، ليتم ابتداء من 2004 التفكير في القرض الحسن. وتم إمداد بنك البركة ب 172 مليار سنتيم من أموال زكاة الجزائريين، وهو المال الذي خُصص لتمويل مشاريع، وفتح ورشات محلات تجارية ومصانع.. وقد عرفت العملية نجاحا، إلا أنه مع مرور الوقت تفطنت الوزارة إلى أن الأموال التي تُمنح لا تعود بالغزارة التي تخرج بها، ليتقرر، مؤخرا بناء على توصية من المجلس الوطني العلمي، تجميد العملية والتفكير في منهج جديد في تسيير القرض الحسن؛ باعتباره وسيلة قوية لإنشاء الرفاه والنماء في المجتمع، مع ضمان أن تذهب أموال الزكاة في منهجها الشرعي. وفي باقي المواضيع التي ناقشتها ورشات الندوة، أوصى المشاركون بفتح تحقيق ودراسة عن عزوف بعض الولايات عن التعليم القرآني، مع استحداث بطاقة حافظ القرآن، وتحديد بعض الشروط المتعلقة بفتح مدارس قرآنية، مع ضرورة العمل على تفعيل دور موظفي السلك الديني، وخصوصا الأئمة والمرشدات الدينيات في تعليم القرآن.. كما قدّم المجتمعون جملة من النقاط المتعلقة بمراجعة التكوين في إطار إصلاح منظومة التكوين بالمعاهد، وتلك المتعلقة بإثراء مشروع ليسانس في الإمامة، التي سيتم فتحها العام المقبل.