أكد مجاهدون مشاركون في فعاليات الملتقى الوطني لنوادي البحث التاريخي الذي انطلقت طبعته الثامنة أمس بمدينة باتنة على أهمية "غرس حب تاريخ الوطن وثورته المجيدة في نفوس الناشئة". واعتبر المجاهدون الذين رافقوا التلاميذ المشاركين في التظاهرة - التي دأبت سنويا مديرية التربية لولاية باتنة على تنظيمها في كل عطلة ربيعية - هذا الملتقى "حلقة وصل بين جيل الثورة والجيل الحالي خاصة المتمدرسين". وفي هذا السياق، كشف المجاهد مسعود لعمامري من ولاية جيجل، وهو مجاهد من الرعيل الأول، عن إعجابه بفكرة الملتقى التي تجمع تلاميذ باحثين في التاريخ ومجاهدين عايشوا الثورة من مختلف أنحاء الوطن، مبديا فرحته الكبيرة وهو يروي عن أحداث ومعارك شارك فيها، أويجيب عن أسئلة يطرحها شباب من جيل اليوم. أما المجاهد بوعلام تعباشت من ولاية بومرداس الذي التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956، فرأى بأنه من الضروري أن "يعرف جيل اليوم ما عاناه الشعب الجزائري بالأمس من أجل أن تستقل الجزائر ويعيش هو في أمن ورفاهية"، وهو شيء جميل -يضيف المتحدث - أن يسمع ذلك من أفواه المجاهدين. وبالنسبة للمجاهد لخضر أوصيف، وهو أحد المشاركين في لقاء دشرة أولاد موسى التاريخي ليلة الفاتح نوفمبر 1954 بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد، فإن "تلقين التاريخ ومسيرة الثورة التحريرية للتلاميذ هو بمثابة صمام الأمان لأجيال ما بعد الاستقلال، والمحافظة على ذاكرة الأمة لأن المتمدرسين اليوم هم مستقبل الجزائر". أما المجاهد محمد العيد حمزاوي، من منطقة النوادر ببلدية شير بولاية باتنة، فخطف الأضواء في حفل الافتتاح الذي جرى في أجواء بهيجة بحيويته، ووفائه للملتقى منذ طبعته الأولى رغم تجاوز عمره الثمانين سنة، موضحا بالقول "تغمرني السعادة وأنا أنقل للتلاميذ وأبناء الجزائر كيف استطعنا التغلب على عساكر فرنسا بإمكاناتنا البسيطة وإرادتنا القوية وما عليهم اليوم سوى الحفاظ على الأمانة التي تركها الشهداء بالعلم والاجتهاد وحب الوطن". وتميز حفل افتتاح الملتقى الذي شارك فيه هذه السنة تلاميذ من 24 ولاية من مختلف أنحاء الوطن بحضور مكثف للمجاهدين الذين صفقوا مطولا لملحمة الجزائر التي قدمها تلاميذ من الأطوار الثلاثة من ولاية باتنة، والتي تخللتها أناشيد ثورية ومقطوعات شعرية ومسرحية، جسدت الكفاح المرير للشعب الجزائري ضد المستعمر منذ اجتياح قوات العدو للسواحل الجزائرية سنة 1830، إلى غاية استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962. وأعجب الحضور الذي غصت به قاعة العروض بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" بحرص الوفود المشاركة على ظهور ممثليها في حفل الافتتاح بالزى التقليدي لكل منطقة، وهو ما أضفى جوا مميزا للتظاهرة التي تهدف إلى ربط جيل الحاضر بجيل الثورة التحريرية، لاسيما أن التلاميذ المشاركين في الملتقى ينتمون إلى نوادي البحث التاريخي عبر المؤسسات التربوية خاصة في الطورين الثانوي والمتوسط. وتتواصل أشغال الملتقى الوطني الثامن لنوادي البحث التاريخي الذي جاء هذه السنة تحت شعار "ستون سنة من الوفاء للشهداء الأبرار"، إلى غاية 28 مارس الجاري على شكل ورشات في محاور التحقيقات التاريخية والأناشيد الوطنية والفنون التشكيلية لاختيار أحسن الأعمال الفائزة وتكريمها في الحفل الختامي.