تمكنت كل الأندية الجزائرية، التي تشارك في المنافستين الإفريقيتين، كأس "الكاف" وكأس رابطة أبطال إفريقيا من بلوغ الدور ثمن النهائي في المنافستين. فقد تمكن فريق جمعية الشلف من التأهل في كأس الاتحاد الإفريقي، في حين أن ثلاثة أندية ستمثل الجزائر في الدور ثمن النهائي لرابطة أبطال إفريقيا، وهي حامل اللقب القاري وفاق سطيف واتحاد العاصمة ومولودية العلمة لأول مرة في تاريخها. ولأول مرة، ستشارك ثلاثة أندية دفعة واحدة في هذا الدور المتقدم من رابطة الأبطال، ولم يكن من المتوقع أن تثمل الجزائر بهذا الكم من الأندية، خاصة وأن البطولة الوطنية الجزائرية كثيرا ما انتقدت لمستواها الضعيف، والذي لا يعطي أملا كبيرا في وصول أندية جزائرية إلى هذا الدور، في منافسة قارية كبيرة مثل رابطة الأبطال وحتى كأس الكاف، وهذا ما يدل على أن كل منافسة تختلف عن الأخرى، والتحفيز الذي يحذو النوادي في المشاركة القارية، عكس ما هو عليه الحال في البطولة الوطنية، وهذا ما حدث مع مولودية العلمة، الفريق الذي يعاني في البطولة، إلا أنه فاز في غينيا على فريق أشانتي كوتكو، الفريق المعروف بقوته. وفاق سطيف في ثوب البطل وفاق سطيف الذي استقبل يوم الجمعة الماضي نادي ريال بونجول في لقاء العودة، أمام مدرجات شبه شاغرة، بسبب غضب الأنصار على اللاعبين احتجاجا على لقائهم الأخير في البطولة الوطنية، استطاع أن يفوز على النادي الغامبي، بهدفين مقابل صفر، بعد أن انتهى لقاء الذهاب بهدف مقابل واحد، ليواجه نادي الرجاء البيضاوي في الدور ثمن النهائي من رابطة الأبطال، وقد يكون محروما من خدمات لاعبين أساسيين في النادي، عبد المالك زياية ولعروسي اللذان يعانيان من إصابات، قد تبعدهما لمدة طويلة عن الفريق، فالوفاق سيكون في مهمة صعبة ضد الفريق المغربي، الذي سيواجهه في لقاء الذهاب في الجزائر قبل أن يلعب العودة في المغرب، إلا أن حامل اللقب، سيعمل كل ما بوسعه من أجل الحفاظ على تاجه القاري. اتحاد العاصمة في مهمة سهلة في داكار السنغالية، كانت الأمور سهلة بالنسبة لفريق اتحاد العاصمة، الذي عاد بالتعادل إلى الجزائر، بهدف مقابل واحد، حيث كانت نتيجة مباراة الذهاب، التي سحق خلالها رفقاء بلايلي النادي السنغالي بخمسة أهداف مقابل واحد، مفيدة جدا للاتحاد، من أجل اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور ثمن النهائي من رابطة الأبطال الإفريقية. الاتحاد سيواجه في الدور القادم، نادي أس كالوم الغيني، حيث ستلعب مباراة الذهاب في الجزائر، في حين تلعب مباراة العودة في بلد محايد (كالوم يستقبل في مالي)، بسبب وجود بؤر الإيبولا في غينيا وهو ما سيضمن للاتحاد اللعب بدون ضغط من جمهور المنافس، كما أن المسافة التي سيقطعها الاتحاد لن تكون كبيرة مقارنة باللعب في غينيا، فاتحاد العاصمة يسعى لأن يبلغ دور المجموعات، في هذه المنافسة القارية الهامة، وهذا كهدف أولي، على أن يحاول لعب الأدوار الأولى من رابطة الأبطال، مثلما حدث مع الوفاق السطايفي العام الماضي، والذي استطاع أن يتوج باللقب القاري. مولودية العلمة تدخل التاريخ وكان آخر ناد جزائري استطاع أن يلتحق بوفاق سطيف واتحاد العاصمة، في ثمن نهائي رابطة أبطال إفريقيا، مولودية العلمة، الذي استطاع أن يعود بالفوز من كوماسي الغانية، بهدفين مقابل واحد على نادي أشانتي كوتوكو الغاني. وفي لقاء الذهاب، تعادل الفريقان بنتيجة (0-0) بملعب مسعود زغار بالعلمة. المولودية تواجه نادي الصفاقسي التونسي في الدور ثمن النهائي من رابطة أبطال إفريقيا، حيث دخلت العلمة التاريخ من خلال تأهلها إلى هذا الدور، لأول مرة في مشوارها الكروي، وهذا رغم الصعوبات الكثيرة التي تجدها هذا الموسم في البطولة الوطنية، إذ لم تحقق الانطلاقة ولاتزال تعاني من سوء النتائج، ويبدو أن تغيير المدرب وعودة الفرنسين أكورسي إلى العارضة الفنية للفريق، أعطى انتعاشا أكثر لهذا النادي، الذي حقق الأهم بتأهله إلى ثمن نهائي رابطة الأبطال، في انتظار تحقيق نتائج أخرى. بلوغ ثلاثة أندية جزائرية، دور ثمن النهائي لكأس رابطة أبطال إفريقيا، يجعل المتتبعين والجمهور الرياضي الجزائري، يحلم بأن تصل كل هذه الأندية إلى لعب دور المجموعات، فرغم أن المهمة لن تكون سهلة، إلا أن كل شيء يبقى ممكنا، فوفاق سطيف الذي سيقابل الرجاء البيضاوي، عليه أن يعمل كل شيء من أجل المرور ومحاولة الحفاظ على لقبه، وبهذا التحفيز يمكن للاعبين أن يحققوا الهدف، أما اتحاد العاصمة، فمهمته يبدو أنها لن تكون صعبة، خاصة وأن الظروف ستكون في صالحه عندما يلعب لقاء العودة في بلد محايد، في حين سيجد فريق مولودية العلمة بعض الصعوبات أمام الصفاقسي التونسي، إلا أن ذلك لن يحد من عزيمته في التأهل إلى المجموعات.