يحضر مسيرو مؤسسة ميناء وهران، عملية توسيع مختلف المرافئ من أجل تمكين مختلف السفن من الرسو بكل سهولة إلى جانب إمكانية استقبال أكثر عدد من السفن، زيادة على القيام بعمليات الشحن والتفريغ في آجال زمنية قياسية عما هو عليه الحال الآن. ويذكر أن عملية تحديث ميناء وهران ستمس ما لا يقل عن سبعة مرافئ منها ستة ذات طابع اقتصادي وتجاري، بينما المرفأ السابع الذي سيتم العمل على تحديثه هو ذلك المخصص للمسافرين، أما عن انطلاق الأشغال المتعلقة بعملية التحديث فإنها ستكون تحت إشراف مؤسسة جزائرية / صينية في الوقت الذي تم الاتفاق على أن تتم عملية استلام المشروع بالكامل خلال 30 شهرا من بداية تاريخ الانطلاق الفعلي في عمليات التحديث التي قام بإجراء الدراسة التقنية لها مكتب دراسات فرنسي منذ سنة.2007. ويعود سبب تأجيل الانطلاق في عمليات التحديث إلى العديد من العراقيل الإدارية التي لم تتمكن إدارة مؤسسة ميناء وهران، من التغلب عليها إلا في المدة الأخيرة ويتعلق الأمر بضرورة إخلاء العديد من المساحات التي كانت مخصصة لوضع الحاويات إلا أن ذلك كان هو الأخر مرتبطا بوجوب إيجاد مكان آخر (ميناء جاف) لركن الحاويات فيه، والقيام بعمليات المراقبة والجمركة البعدية. للعلم فإن عمليات التحديث التي من شأنها أن تكسب الميناء حلّة جديدة من شأنها أن ترفع حجم وطاقة الاستقبال على مستوى المرافئ التجارية الستة إلى 15 ألف حاوية من الأحجام الكبيرة والمتوسطة، بعدما كانت الطاقة الاستيعابية لها إلى غاية الآن لا تتعدى 10 ألاف حاوية من الأحجام الصغيرة والمتوسطة. ومن هذا المنطلق فإن عملية تدعيم مختلف الهياكل المتعلقة بتحديث الميناء التي سبق للسلطات العمومية المركزية أن برمجتها في إطار البرنامج الخماسي 2010 / 2014، مع تخصيص غلاف مالي معتبر لها قدره 1100 مليار سنتيم من شأنها أن ترفع الغبن عن الكثير من التعاملات التجارية والاقتصادية التي كان عمال وأعوان الميناء يعانون منها، كما أن الاهتمام المتزايد بعملية عصرنة مرفأ استقبال المسافرين من شأنه هو الآخر أن يساهم في إعطاء الصورة المثالية للجزائر عبر بوابة وهران، من خلال استقبال المسافرين ومختلف الوفود الأجنبية التي تزور الجزائر. ويذكر أن المرفأ النهائي الحالي لاستقبال الحاويات الذي سيتم تحديثه وعصرنته على مرحلتين تمتد المرحلة الأولى على مساحة إجمالية تقدر ب23 هكتارا، بينما تقدر المرحلة الثانية ب31 هكتارا ليصبح بإمكانه استقبال مختلف الحاويات التي يتم تفريغها بالميناء بشكل سهل وعادي جدا. للعلم فإن المرفأ الحالي يتربع فقط على 12 هكتارا وطول 750 مترا وطاقة استيعاب تعادل 4600 حاوية من الحجمين الصغير والمتوسط، الأمر الذي جعل السلطات العمومية تعمل في مرحلة أولى على توفير قطعة أرضية على مستوى بلدية وادي تليلات، لاستغلالها كميناء جاف يتم تحويل كافة الحاويات إليه من أجل التفرغ لإنجاز أشغال التوسعة على مستوى ميناء وهران، علما بأنه تم تخصيص غلاف مالي للميناء الجاف قدره 250 مليار سنتيم، على أن تتم في البداية معالجة 20 ألف حاوية على أن ترتفع العملية إلى 40 ألف حاوية خلال العام العاشر للاستغلال. وتجدر الإشارة بالمناسبة أن الميناء الجاف الجديد على مستوى بلدية وادي تليلات، جاء لتدعيم الميناء الجاف الأول الواقع ببلدية السانيا الذي لم يعد بإمكانه استيعاب الحاويات الكثيرة التي يتم تفريغها بالميناء العائم الذي يستقبل يوميا ما يعادل 3500 من الحاويات المختلفة الأحجام.