النجاح الكبير الذي عرفته عملية تأهيل وإعادة هيكلة ميناء بجاية، شجع الحكومة على اتخاذ نفس التدابير والقيام بنفس العمل على مستوى ميناء وهران، من خلال تخصيص برنامج محدد لجعله يتماشى ومتطلبات العصر والألفية الجديدة... عمليات التحديث ستمس التوسيع، وذلك من خلال تجسيد فكرة اقتناء تجهيزات جديدة وحديثة للحاويات الكبرى، حيث سيتم تزويد الميناء بأربع رافعات كبرى لنقل وتحريك وتنظيم الحاويات المتطورة. وحسب معلومات مستقاة من مديرية ميناء وهران، فإن عملية توسيع الميناء ستتم على مرحلتين، كما أكد على ذلك مجمع أكوسفورد للأعمال، حيث خصص للعملية الاولى غلاف مالي قدره 182 مليون دولار لإنجاز مرفأ بطول 600 متر على مساحة 24 هكتارا سيتم إنجازها على امتداد البحر، وسيتم تجهيز هذا المرفأ برافعتين عملاقتين لرفع الحاويات الضخمة. علما أن انطلاق الأشغال سيتم مع بداية السنة المقبلة، وذلك في انتظار البحث على التمويل المناسب للقيام بهذه الأعمال ذات الصلة بالهندسة البحرية. أما المرحلة الثانية التي خصص لها غلاف مالي قدره 431 مليون دولار، فسيتم خلالها إنجاز مرفأ آخر بطول 900 متر على مساحة قدرها 34 هكتارا، وسيتم انجازها على امتداد البحر وسيعرف كذلك تنصيب وتركيب رافعتين أخريين بنفس حجم الرافعتين الأوليين، ليصبح عدد رافعات الحاويات 4 رافعات ضخمة. يذكر أن هذه التوسعة لميناء وهران ستمتد على عشر سنوات، ليصبح ميناء وهران أكبر الموانئ الجزائرية وأحد أكبر موانئ البحر المتوسط، من خلال إمكانية استقباله للحاويات الكبيرة والسفن التجارية العملاقة، وليدخل بذلك في مجال المنافسة النوعية لبقية الموانئ الأخرى في تقديم الخدمات وتوفيرها، كما هو الحال بميناء طنجة المغربي، الذي يعتبر حاليا الوحيد في مجاله على المستوى المتوسطي في حوضه الجنوبي.