رفع يوم أمس الجمعة، أول أذان للصلاة بمسجد عبد الحميد بن باديس، بحي جمال الدين بوهران، إعلانا للمصلين ببدء أداء الصلاة بهذا المسجد التحفة الذي انتظره الجزائريون عامة والوهرانيون على وجه الخصوص منذ أزيد من أربعين سنة. وحضر الافتتاح الرسمي لمسجد عبد الحميد بن باديس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، إلى جانب وزير الأشغال العمومية، السيد عبد القادر قاضي، ووزير العلاقات مع البرلمان السيد خليل ماحي، وعدد كبير من أعضاء الوفود العربية المشاركة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، إلى جانب الكثير من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، وكذا ممثلي السلطات الأمنية والعسكرية بولاية وهران. المناسبة كانت فرصة لوالي الولاية السيد عبد الغني زعلان، ليؤكد المجهودات الكبيرة التي بذلتها الدولة والسلطات العمومية المحلية والمركزية، من أجل إتمام إنجاز هذا القطب الديني في آجاله المحددة، ليتمكن الوهرانيون من مشاركة إخوانهم في قسنطينة فرحتهم المتزامنة مع الافتتاح الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، وهو نفس المنحى الذي ذهب إليه وزير الشؤون الدينية، في كلمته الافتتاحية التي أكد من خلالها أن رئيس الجمهورية، لم يكن مرتاح البال إلا بعد أن تم التدشين الفعلي للمسجد، وأداء أولى الصلوات فيه بحضور عدد كبير من المصلين الذين اكتظت بهم القاعة وساحتها وحتى الشوارع المحيطة به. ودون الخوض في تفاصيل عمليات الإنجاز المختلفة المرتبطة بهذا المسجد الذي شرع في التفكير في إنجازه بولاية وهران منذ 1975، موازاة مع إنجاز جامع الأمير عبد القادر، بمدينة قسنطينة في نفس السنة عرف مسجد وهران الكثير من عمليات التأخير منها الموضوعية ومنها غير ذلك، ليبقى المشروع يراوح مكانه إلى غاية سنة 2007، التي تعتبر سنة البعث الحقيقي للمشروع إثر الزيارة العملية والتفقدية التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى وهران وعرضت عليه مختلف التصاميم المتعلقة بالمسجد والتأخر الكبير الذي عرفه تجسيده، وأمر حينها بضرورة التفكير الجدي والعملي في إنجاز المسجد وفق معايير مضبوطة، ليختم الزيارة بمنحه المسجد غلافا ماليا معتبرا لتبدأ الدراسات التقنية الجدية، ويتم منح المشروع لمؤسسة إنجاز صينية تمكنت من إنجاز الدعامات الرئيسية والأسس المختلفة المتعلقة بالمسجد في أقل من ستة أشهر، ليتنفس بذلك الوهرانون الصعداء، متأكدين بأن المشروع سيرى النور في القريب العاجل، وأن مسألة أداء الفرائض فيه أصبحت قضية وقت فقط. ومنذ ذلك الوقت توالت الزيارات الميدانية والعملية، ذكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف وقتها بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يولي المشروع اهتماما كبيرا، وأنه أمر في العديد من المرات بضرورة استكمال إنجازه وهو ما جعل السلطات المحلية لا تدّخر جهدا من أجل العمل على استكمال عمليات الإنجاز المختلفة وذلك بمنح صفقة الأعمال المتعلقة بالأشغال النهائية إلى مؤسسة تركية مختصة في أعمال التزيين. للعلم فقد تقرر تلبيس كل البناية والهيكل بمسطحات مزخرفة، ليتم الشروع في هذا العمل الفني الممتاز من المنارة التي ترتفع على علو يعادل 104 أمتار ومتكونة من 21 طابقا، سيتم تخصيصها إلى المكاتب الإدارية المعدّة للمسيرين والباحثين، علما بأن مساحة الطابق الواحد تعادل 150 مترا مربعا ومسجد عبد الحميد بن باديس بوهران، واحد من أكبر المساجد وأجملها على المستوى الوطني، مما أصبح يشكل مصدر فخر واعتزاز للوهرانيين الذين أصبحوا يملكون اليوم واحدة من أحسن التحف التي بإمكانها أن تصبح في القريب العاجل منارة علم وقطبا دينيا وصرحا ثقافيا بارزا. وزيادة على القاعة الكبيرة المخصصة لأداء الصلوات التي تتسع لأكثر من 25 ألف مصل، فإن هذا الصرح الديني يضم قاعة محاضرات تتسع ل500 مقعد وساحة كبيرة، وموقفين للسيارات ومحلات تجارية سيتم بيعها عن طريق المزاد العلني، وفضاءات لتنظيم مختلف المعارض وغيرها من المرافق الأخرى لا سيما المئذنة التي يبلغ علوها 104 أمتار يوجد بها العديد من المكاتب سيخصص بعضها إلى مقر المجلس العلمي.