افتتح السيد سامي بن الشيخ، محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، زوال أمس، بقاعة المحاضرات الكبرى الشيخ عبد الحميد بن باديس بجامعة العلوم الإسلامية الأمير عبد القادر، الملتقى الدولي الأول في التظاهرة، والذي جاء تحت عنوان "النخب الجزائرية والحركة الاصلاحية في النصف الأول من القرن العشرين". ودعا الأستاذ سعد بن علي الشهراني، الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين، في الكلمة الافتتاحية الجيل الجديد إلى الاقتداء بالسلف الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل تحرير البلاد، مؤكدا أن الجزائر عاشت حقبة عنيفة من الاستدمار الفرنسي الذي حاول تحويل الوجه الحضاري لهذا البلد المسلم والعريق، مضيفا أن شوكة الاستعمار انكسرت في بلد الأبطال وبلد الثوار. وأكد المحاضر أن هناك من النخب الجزائرية التي ما تزال تصنع لنفسها المجد خارج الحدود الجزائرية وذكر على سبيل المثال، العالم أبوبكر بن جابر الجزائري بالمدينة المنورة ومحمد عبد القادر العروسي بمكة، مضيفا أن الجزائر بلد عربي إسلامي بامتياز وأنه رأى بقسنطينة التي وصفها بمدينة الحضارات، أحسن دليل على التعايش بين الحضارات واستيعاب الثقافات. وتحدث الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عن ثلاثية: النخبة، الإصلاح والوطن، معرفا النخبة بأنها البوصلة المشعة التي تطلع على الداء وتصف الدواء، وتنقسم إلى 3 أنواع، فيها الطلائعية وهي المحبذة، ثم الاستلابية واللامنتمية. وركز الدكتور قسوم على ضرورة تحلي النخبة بالخطاب المنهجي والعمل الميداني مع الالتزام بكل الجهد الفكري أو ما وصفه بالجهاد الأبيض، معتبرا أن حلقة الوصل بين النخبة والإصلاح هو الوطن، وأن جمعية العلماء المسلمين تحت قيادة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس، خلصت النخبة الجزائرية من عقدة النقص أو الاستعلاء، مضيفا أن النخبة الإيجابية هي التي تعتمد في مرجعيتها على العمل المشترك مع المجتمع، ويكون منهجها شموليا إصلاحيا يركز على إصلاح الإنسان والمجتمع بإصلاح العقل ثم المجتمع إلى إصلاح المنظومة والابتعاد عن المفهوم الحزبي الضيق مع التركيز على التربية والتعليم، معتبرا أن أزمة النخبة العربية هي أزمة خانقة تعاني من سوء التسييس وكثرة التلبيس. وفي المحاضرة الافتتاحية للدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب مسجد الأقصى المبارك والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس ووزير الأوقاف والشؤون الدنية السابق، قرأها نيابة عنه مواطنه منصور المغربي، تحدث المحاضر عن النخب الجزائرية والحركة الإصلاحية، ثم تحدث عن موقف النخب من القضية الفلسطينية ليتحدث عن الإمام عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي، معتبرا أن امتداد دور القادة المعاصرين هو امتداد لدور رجال النخب السابقين الذين أسهموا في الدفاع عن مدينة القدسوفلسطين. مضيفا أن الشعب الجزائري قاوم كل أساليب طمس هويته، وأن النخب الجزائرية وعلى رأسهما الشيخ ابن باديس، ساهمت بشكل فعال في محاربة الاستعمار ودسائسه وعملت على تثمين الوحدة الوطنية والدفاع عنها ووقفت في وجه سياسة فرق تسد. وأشاد خطيب مسجد القدس، بموقف النخب الجزائرية من القضية الفلسطينية، معتبرا إياه بالموقف المشرف والشجاع، مضيفا أنه كان لابن باديس والإبراهيمي دور فاعل في الذود عن فلسطين والدفاع عن هذه القضية التي وصفها بالمركزية للأمتين العربية والإسلامية.