دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الثاني حول الاصلاح والتجديد في المنطقة المغاربية الذي إختتمت فعالياته اليوم السبت بسطيف الى "العمل على اطلاع المجتمع على المزيد من التجارب الدعوية والإصلاحية لعلماء ومشايخ المنطقة المغاربية بالنظر لثرائها ونفعها في إصلاح أحوال المجتمعات" . وألحت التوصيات التي رفعها المشاركون في أشغال هذا اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة "هواري بومدين" منذ أمس الجمعة على ضرورة "السعي والاجتهاد لتبسيط وتفصيل المعلومات الخاصة بهذه التجارب والدعوات ونشرها وترويجها بمختلف الصيغ كالكتيبات والمطويات والسمعي البصري من أجل أن تصل الى أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع خاصة الشباب". كما أجمعوا على "استخدام المساجد قدر المستطاع لإيصال هذه المعارف الواسعة والنافعة والتعريف بأعمال العلماء والمشايخ المصلحين الذين برزوا خلال مراحل زمنية مختلفة في الجزائر والمنطقة المغاربية وكذا الوطن العربي بصفة عامة . واقترحت ذات التوصيات في ختام أشغال هذا اللقاء المنظم من طرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تشكيل فرق بحثية تشرف على تلك الأعمال وحث المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين على "إيجاد صيغ لمتابعة الأمر على مدار السنوات القليلة المقبلة". وعرفت الجلسة الختامية عرض العديد من المحاضرات حول الحركة الاصلاحية في منطقة المغرب العربي منها "رحلات الاصلاح و التجديد في شمال المغرب" للاستاذ الدكتور حسن الوراكلي من المغرب . واعتبر الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائرين السيد عبد المجيد بيرم بأن هذه التظاهرة كانت "فرصة لربط أواصر الاخوة بين البلدان الشقيقة المشاركة ومد جسور التواصل بين نخبها للاستفادة من تجاربهم" مشيرا الى أن اختيار موضوع "الاصلاح والتجديد" كان منبثقا بالنظر لاشتداد الحاجة لذلك في وقتنا الراهن. وجاءت مبادرة تنظيم هذا اللقاء -حسب المنظمين- "فرصة لإبراز الدعوات الإصلاحية التي قادها عدد من العلماء في المنطقة المغاربية على غرار خير الدين تونسي ومالك بن نبي ومحمد بن علي السنوسي والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد بن باديس وعملت على معرفة أسباب ضعف الأمم العربية والإسلامية" . يذكر أن أشغال هذا الملتقى عرفت مشاركة أساتذة ومحاضرون من الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا تطرقوا إلى عدد من المواضيع منها الإصلاح في المغرب العربي وأولويات الإصلاح في العالم الإسلامي والتواصل بين أعلام الإصلاح في المغرب العربي .