نظمت اللجنة الأولمبية الجزائرية، بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين أمس، بفندق "الهيلتون"، وبمناسبة اليوم العالمي للصحافة، ملتقى دوليا بعنوان "الرياضة واحترافية وسائل الإعلام"، بحضور وزير الرياضة محمد تهمي، ورئيس اللجنة الأولمبية مصطفى براف، وبمشاركة مدعوين أجانب على رأسهم التركي إيست ويلمير، النائب الأول لرئيس الاتحادية الدولية للصحافة الرياضية، وعبد القادر جميل الأردني، رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وميتشال أوبي النيجيري، رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية لمنطقة إفريقيا، إلى جانب الصحفي الرياضي الجزائري السابق بن يوسف وعدية ومدير القناة الإذاعية الثالثة شاذلي بوفروة، والأستاذ الجامعي اسماعيل مرازقة، إلى جانب صورية حداد، البطلة الأولمبية في الجيدو. الملتقى كان فرصة لمناقشة واقع الصحافة الرياضية عبر العالم، حيث تطرق المشاركون إلى العديد من المشاكل التي تعترض عمل الصحفي الرياضي، لا سيما في إفريقيا والعالم العربي وفي الجزائر، والمدى الذي بلغته هذه الصحافة في التأثير في الرأي العام ككل. وفي مداخلته أكد يوسف تازير، رئيس المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين، بأن الملتقى يعد نقلة نوعية لاحترافية الإعلام، كما أشار وزير الرياضة محمد تهمي، إلى أن أول من ساهم في إثراء قانون الرياضة الجزائرية هي الصحافة الرياضية: "لا يمكنني أن أتحدث عن السياسة الوطنية وعلى تطوير الرياضة دون أن أتحدث عن الصحافة والاحترافية في الصحافة، لأن تطور الرياضة يتماشى بصفة متينة مع دور الصحافة الرياضية، ولهذا يجب أن تكون العلاقة بين الطرفين طيّبة، ولا بد من تحسين الأمور لتسهيل مهمة الصحافة التي تعد الوسيلة الأساسية التي تساعدنا للوصول إلى المواطن، ولابد من الاحترافية لكي تصل الرسالة كما يجب، أشكر الصحفيين على الدور الكبير الذي يقومون به وأهنّئهم في عيدهم العالمي"، قال تهمي. ومن جانبه أكد مصطفى براف، على التطور الكبير الذي عرفته الصحافة الرياضية، والمجهودات الكبيرة التي تقدمها خدمة للرياضة على العموم، مؤكدا على حرية هذه الصحافة التي يجب أن تساهم في محاربة العنف بكل أشكاله، كما أشار رئيس سلطة ضبط السمعي البصري ميلود شرفي، الذي مثل وزير الاتصال، إلى أن تطور الإعلام الرياضي هو معيار لتطور الرياضة في الجزائر. مؤكدا على ضرورة تشجيع وتقوية أواصر العلاقة التي تربط بين الإعلام والرياضة، كما أن المستوى الذي بلغه الإعلام الرياضي يحفّز الدولة على تدعيمه وتشجيعه، داعيا الجميع إلى المشاركة معا لإزالة كل المعوقات التي يمكنها أن تصادف التنسيق بينهم، حتى يقحموا في منظومة واحدة تساعد في تطوير الرياضة والإعلام. من جانبه عبّر مدير "موبيليس" ساعد داما، عن اهتمام شركته بكل ما يتعلق بتطوير الرياضة والإعلام في الجزائر، مهنّئا الصحفيين في عيدهم العالمي، لتمنح الكلمة لإيست ويلمر، نائب رئيس الاتحادية الدولية للصحافة الرياضية، الذي اعتبر بأن مثل هذه الملتقيات مهمة لمهنة الصحفيين، كاشفا بالأرقام ما جنته الرياضة من أموال عن طريق الصحافة والتغطيات الإعلامية، مؤكدا على ضرورة التضامن بين كل الصحفيين الرياضيين في العالم، من أجل وضع سد أمام كل من يسعى إلى استغلال الصحفي الرياضي في خدمة مصالحه الشخصية، ومن جهته أكد جميل عبد القادر، أنه لا يمكن للرياضة أن تتطور بدون إعلام والعكس، مبرزا دور التكنولوجيا في صناعة الإعلام الرياضي، مشيرا بأن التطور في التكنولوجيات لا يوازي التطور المهني في العالم الرياضي، قائلا "التكنولوجيا مهمة جدا في الإعلام، إلا أنه لا يمكنها أن تصنع الإبداع"، مضيفا أن الإنسان هو رأسمال التكنولوجيا، وبالنسبة لميتشال أوبي، فإن العلاقة التي تربط بين الإعلامي والرياضي أصبحت معقّدة، مؤكدا بأن الصحفيين الرياضيين لا يطالبون بامتيازات بل فرصة من أجل أداء مهامهم على أكمل وجه فقط: "الكل يتكلم لكن لا أحد ينفذ". كما تطرق كل من شاذلي بوفروة، وبن يوسف وعدية، إلى تجربتيهما في الصحافة مبرزان أحداثا تاريخية كانا طرفا فيها، سواء في الإذاعة أو التلفزيون، حيث حاولا أن يتطرقا إلى الفرق الموجود بين التغطيات الإعلامية في السابق والحالية والإمكانيات التي تغيّرت في العمل الصحفي، خاصة الرياضي، في حين وضع إسماعيل مرازقة، أستاذ بكلية الإعلام والاتصال، نقاطا اعتبرها، بحكم تجربته في الإعلام ومبرزا مواقف صادفته، بأنها هي السبب في بعض الهفوات التي يرتكبها البعض من الصحفيين الرياضيين، مؤكدا على السطحية في التعامل مع الأخبار وعدم متابعتها، إلى جانب غياب الموضوعية، والضابط أو المعدل في حال الكتابات المنحازة، إلى جانب غياب الصدق والأمانة والإطلاع، معتبرا بأن عدم الإطلاع يؤدي إلى الجهل، وارتكاب الأخطاء، إضافة إلى معالجة الأخبار والدقة والتحري، منبّها إلى الاعتماد الكلي على الأنترنت، حيث اعتبر بأن مصادرها غير موثوقة. وفي الأخير طلبت صورية حداد، ممثلة اللجنة الأولمبية، وصاحبة البرونزية في الألعاب الأولمبية، من الصحافة الرياضة الاهتمام أكثر بكل الرياضات وليس كرة القدم فقط، مؤكدة على ضرورة الاهتمام أيضا بالرياضيين الذين يضعون حدا لمشوارهم الرياضي.