نظمت المديرية العامة للنقل بالسكك الحديدية في الفترة الممتدة بين 26 و30 أفريل المنقضي، حملة تحسيسية حول السلامة السككية تهدف بالأساس إلى تغيير سلوك المواطنين تجاه النقل بالقطار، هذا الأخير الذي بات اليوم يحصد المزيد من الأرواح بسبب التصرفات اللامسؤولة للكثيرين ومنها قطع السكة الحديدية المكهربة، إلى جانب تسجيل العديد من الاعتداءات على نفس الخطوط، سواء على المواطنين أو ضد مراقبي القطار وأعوان الأمن. استحسن مستعملو القطار الذين توافدوا على الأبواب المفتوحة حول السلامة السككية بمحطة آغا بالعاصمة، استحسنوا تنظيمها معتبرين التوعية أهم عامل من شأنه المحافظة على السلامة في المجتمع. ومثلما يتم التحسيس بخطورة حوادث المرور بمناسبة أو بأخرى، فإنه من الواجب التفكير في التحسيس بحوادث القطارات التي تخلف هي الأخرى خسائر كبيرة سواء في الأرواح أو الممتلكات. وفي السياق، تشير إحصائيات المديرية العامة للنقل بالسكك الحديدية إلى ارتفاع عدد الحوادث السككية المفضية للوفاة بين سنتي 2012 و2013، حيث سجلت 58 حالة وفاة و86 جريحا خلالعام 2012، بينما سجلت سنة 2013؛ 61 حالة وفاة و78 جريحا، فيما انخفض عدد الوفيات خلال عام 2014 إلى 47 حالة، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى 108 أشخاص، وهي الإحصائيات التي تعكس مدى اللاوعي وسط مستعملي القطار وغيرهم. في هذا الصدد، عرضت المديرية خلال الأبواب المفتوحة صورا مرعبة لحوادث سجلت على خط السكك الحديدية عبر الوطن، كلها تعكس التصرفات اللامسؤولة لمواطنين، ومنهم الأطفال الذين يقطعون خط السكة المكهربة أو حتى اللعب بين خطوط السكة وحتى ركن سياراتهم على بعد سنتميترات فقط عن خط القطار السريع، إلى جانب حوادث مرعبة لمركبات تقطع السكة الحديدية في تقاطع طرق بين السكة الحديدية وطريق سيار دون احترام قواعد السير في مثل هذه الحالة. ومن أجل محاربة هذه السلوكات اللاحضارية وكذا كل أشكال العنف عبر السكك الحديدية، سواء المتعلقة بانتهاك قواعد استعمال الفضاءات السككية أو المساس بالممتلكات والأشخاص، فإن الجهات الوصية بادرت بتنظيم حملة تحسيسية على المستوى الوطني أخذت من العاصمة نقطة الانطلاقة، حيث بدأت من محطة آغا وستمس كل المدن التي يصلها القطار من أجل تبليغ رسالة توعية وتقريب المواطن من الواقع السككي في القطارات والمحطات. هذه التظاهرة تتمحور حول الوقاية من أعمال الشغب والحوادث السككية، والسلوك الحضري والتمرن على احترام المسافرين، واحترام مستخدمي الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية إلى جانب احترام الممتلكات العمومية. من جانبهم، أبدى أعوان من محطة آغا تحدثوا إلى "المساء" استحسانهم لتنظيم هذه التظاهرة الهادفة، لأن عملهم يسجل بشكل يومي الكثير من الصعوبات في التعامل مع مواطنين يقطعون السكة الحديدية، إلى جانب وقوعهم ضحايا اعتداءات لفظية وجسمانية بسبب فرضهم للرقابة بالمحطة وحتى على متن القطار، إذ يقول عيسى عون أمن، بأنه يتعرض للسب والشتم من طرف مواطنين بسبب فرض المراقبة سواء في الدخول إلى المحطة أو الخروج منها، لكن الكثير من المسافرين يرفضون تقديم تذاكرهم إما لكونهم "حراڤين" كما يطلق عليهم أو لأسباب أخرى. بينما يقول فاتح عون نظافة بأنه الآخر كان ضحية عنف لفظي من طرف مواطنين يرمون النفايات في وجهه حتى يرفعها، فيما قال محمد عون أمن من جهته بأن العامل في المحطة والمسافرين في حرب يومية بسبب الشجارات المسجلة مع بعض المسافرين ممن لا يدفعون حق التذكرة ويرغمون على دفع الغرامة، تصل إلى حد الشجار بالأيدي، مثلما حدث مع مراقب قطار تعرض للضرب على مستوى الوجه من طرف مسافر على متن قطار الضاحية الغربية للعاصمة مؤخرا.