يقدم المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، بعد غد الخميس، العرض الشرفي لمسرحية "الهايشة" للمخرج محمد شرشال، الذي اقتبسها عن نص "وحيد القرن" للكاتب أوجين يونسكو، والعمل سيعكس واقع سلوك الفرد في مجتمعه، الذي أضحى يتميّز بكلّ أشكال العنف والذي يمارسه الرجل وكذا المرأة على السواء، حسب ما كشف عنه محمد شرشال، أمس، في ندوة صحفية بالجزائر العاصمة. برّر المخرج محمد شرشال، الذي عاد للإخراج بالمسرح الوطني بعد سبع سنوات من الغياب، اختياره لنص من الأدب العالمي لتناوله موضوع العنف، بإسقاط الموضوع الأوّل المتعلّق بالفكر النازي على راهن المجتمع الجزائري الذي بات سلوكه عدوانيا، وقال إنّ هذا السلوك برز بشكل ملفت بعد العشرية السوداء التي عصفت بالبلاد، ويدين العمل السلوك فقط ويدقّ جرس خطر توجّه المجتمع لصدام حضاري، مشيرا إلى أنّه ليس من حقه أن يعطي دروسا في الأخلاق. وفي سياق تبرير الاختيار، قال محمد شرشال، إنّ نصوص أوجين يونسكو، تضمن المتعة والخيال والحقيقة الجمالية، وتفتح مجالا كبيرا للإبداع الفرجوي الذي من شأنه أن يمنح الجمهور الفرجة، وأكّد أنّه تم الاشتغال لمدة شهرين ونصف ولم يبخل فريق العمل بأي جهد ليصل إلى مستوى معين، ويسعى لإمتاع الجمهور شكلا ومضمونا، وأنّه مرحّب بكلّ أشكال النقد التي ستوجّه له عقب العرض سواء كان بخلفية أو عن حسن نية، موضّحا أنّه يقدّم مسرحا للجمهور وليس للمسرحيين. وعن الاقتباس، قال المتحدّث إنّه اشتغل على مستويين اللغوي والشخصيات، ذلك ليجد المتلقي الجزائري في هويته، وعلى لغة مهذّبة بعيدة عن السوقية ولغة الخشب، لغة مرنة شعبية تصل لعامة الجمهور على اختلاف لهجاتهم، وفي السياق نفسه، قال شرشال، إنّ الجزائريين لهم نصيب والحق في التمتّع بالمسرح العالمي ومن المهم تقديم هذه الأعمال بالجودة اللازمة. ونفى شرشال وجود أزمة نص، وقال إنّ المسرح الجزائري يحتاج نصوصا عالمية، وشخصيا له نصوص مسرحية كثيرة، ولكنه كمخرج يريد العمل على نص لغيره. وعما يحدث على الساحة السياسية والخلاف الذي طفى مؤخرا بين لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال ونادية لعبيدي وزيرة الثقافة، قال محمد شرشال، إنّه يشهد لوزيرة الثقافة بحسن الخلق، ولولا توليها لما عاد للمسرح الوطني، وأعلن تعاطفه الكلي مع الوزيرة، منبّها لأمر لويزة حنون، التي كان بإمكانها التحدّث عن قضايا أكبر. وبخصوص ما تداوله الإعلام مؤخّرا، عن فرقة "القوسطو"، أوضح عبد المجيد زايد، مسؤول البرمجة على مستوى المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، أنّ الفرقة أحيت حفلين بالمسرح الوطني وليس ثلاثة، الأوّل كان عند إنشاء الفرقة سنة 2006، وهو ما يعني أنه تم في عهدة الوزيرة السابقة خليدة تومي، والحفل الثاني كان يوم 16 أفريل الماضي، وأن المسرح الوطني يستقبل دوريا طلبات تنظيم حفلات من قبل هيئات دولية، وتقوم بتوجيهها لمصلحة خاصة بوزارة الثقافة. وأكّد المتحدّث أنّ سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، قامت بكلّ الترتيبات اللازمة لتنظيم حفل "القوسطو"، وأن كل الإجراءات كانت سليمة.