انتقد المخرج المسرحي، محمد شرشال، تماطل المسرح الوطني الجزائري بشأن بعض الأمور المتعلقة بعرضه الجديد الذي ينتجه المسرح الوطني والموسوم ب”الهايشة”. وقال محمد شرشال، في ندوة صحفية بمبنى بشطارزي، بأن التحضير للعمل الجديد لم يكن سهلا بالمسرح الوطني خصوصا التماطل الموجود في الإدارة، ما عكر بعض الشيء السير الحسن للعمل، مضيفا أن ما هدم في عشر سنوات من قبل الإدارة السابقة للمسرح الوطني الجزائري لا يمكن بناؤه في سنة، ولمح إلى وجود بعض الحساسيات التي لا تزال موجودة عند بعض المسيرين خصوصا وأنهم يعرفون مواقفه المسبقة من الإدارة التي تتحكم في دواليب الحركة المسرحية في الجزائر. ولم يخف شرشال وجود نوع من النقص في الانضباط المهني والذي مرده، حسب المتحدث، التسيب الذي كان موجودا خلال السنوات الماضية وفي كل الجوانب. من جانب آخر، أكد محمد شرشال دعمه وتعاطفه الكامل مع وزيرة الثقافة الحالية، نادية لعبيدي، بشأن ما تتعرض له من هجوم شرس من طرف زعيمة حزب العمال لويزة حنون، قائلا: ”ما يحصل في قسنطينة هو ميراث الوزيرة السابقة خليدة تومي التي تركت إرثا ثقيلا لا تتحمل مسؤوليته الوزيرة لعبيدي، كما كان بإمكان لويزة حنون التطرق لقطاعات أخرى أولى من وزارة الثقافة”. وأوضح شرشال أن وزيرة الثقافة نادية لعبيدي فتحت الأبواب أمام الكل بدون استثناء، وهو شخصيا والكثير من الفنانين عاد لهم بصيص الأمل بعد 10 سنوات من سياسة الغلق التي اعتمدتها الوزيرة السابقة خليدة تومي والإدارة السابقة للمسرح الوطني الجزائري، حيث كان ممنوعا من إنتاج أي عمل في المسرح الوطني أو مسارح أخرى بسبب التهميش الذي طاله. وتحدث محمد شرشال عن عرضه المسرحي الجديد ”الهايشة” والذي سيعرض لأول مرة يوم الخميس السابع ماي الجاري بالمسرح الوطني الجزائري، حيث قال بأن هذا العمل سيمثل المسرح الوطني بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف التي ستجري فعالياته نهاية شهر ماي الجاري. وعن حيثيات هذا العمل، قال شرشال بأنه اقتبس المسرحية من نص ”الرينوسيروس” للكاتب الكبير لاوجين يونسكو، وقام بتصميم الكوريغرافيا سليمان حابس، فيما صمم السينوغرافيا يحيى عبد المالك، وألف الموسيقى عبد القادر صوفي والإضاءة لفرديديريك دوريان والذي شارك في السلسلة الفكاهية ”جمعي فاميلي”. ويشارك في هذا العمل مجموعة من المثلين يتقدمهم طارق بوعرعارة، وائل بوزيدة، عديلة بوسوالم وغيرهم، إضافة للراقصين لكون العمل يحتوي على الرقص الكوريغرافي. وقال محمد شرشال أن هذا العمل يتناول قضية العنف الذي أصبح يسيطر على المجتمع الجزائري في كل المجالات وبأشكال مختلفة، سواء العنف الجسدي أو اللفظي، وتحكي المسرحية قصة ”البشير” وهو موظف بسيط انعزل عن الناس لأنه أصبح لا يتوافق مع تصرفاتهم، ورغم ابتعاده عن الناس إلا أنهم لم يتركوه لحاله، بل حاولوا كل حسب موقعه إدماجه في المجتمع، هذا المجتمع أصبح بممارساته المتناقضة يتحول تدريجيا إلى كائنات حيوانية، هذه الظاهرة التي انتشرت بصورة سريعة وشاملة إلى درجة أصبحت الحيوانية أمرا طبيعيا. وعن اللغة المعتمدة في العمل، كشف شرشال أن اللغة المتداولة في المسرحية هي اللغة العامية، موضحا أنه ابتعد عن اللغة الشوارعية وفي نفس الوقت لم يعتمد على لغة الخشب، وفي سياق المسرحية قال شرشال بأنه رغم طبيعة الموضوع إلا أن الجانب الفرجوي موجود في المسرحية وهذا راجع لطبيعة النص، فحسب شرشال فإن نصوص الكاتب الكبير لاوجين يونسكو لا تخلو من الفرجة. للإشارة، يعتبر هذا العمل ثالث إنتاج للمسرح الوطني الجزائري بعد ”معاق ولكن” للمخرج جمال قرمي و”صفية ” للمخرج إبراهيم شرقي.