كشف تحقيق ميداني أجرته هيئة ترقية الصحة وتطوير البحث خلال العام الدراسي الجاري، أن أكثر من 73 % من تلاميذ الثانويات و17 % من تلاميذ المتوسطات يدخنون، وهو ما يبرز مدى استفحال الآفة وسط الأطفال الأقل من 18 سنة، ويجعل الهيئة تدعو إلى الإسراع في وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التدخين. وأشار البروفسور مصطفى خياطي رئيس هيئة الفورام أمس بمنتدى "ديكا نيوز"، إلى أن الجزائر بحاجة اليوم أكثر من ذي قبل، إلى استراتيجة وطنية لمكافحة التدخين، تعتمد على فتح مكاتب للاستشارة الطبية المتخصصة، للمساعدة على الإقلاع عن التدخين في كل المستشفيات والعيادات متعددة الخدمات عبر الوطن، مع العلم أن المخطط الوطني لمكافحة السرطان المُعلن عنه مؤخرا، يتضمن بنودا تخص التوعية بمخاطر التدخين المتسبب في العديد من أنواع السرطانات، "إلا أن الحاجة إلى استراتيجية وطنية متعددة القطاعات لمكافحة التدخين، أضحت أكثر من ضرورة في ظل الأرقام المرعبة التي يتم الكشف عنها. وإذا استمر الوضع على حاله فإن الجزائر ستسجل أكثر من 55 ألف حالة إصابة بالسرطان في غضون الأعوام القليلة القادمة". وأجرت "الفورام" مؤخرا تحقيقا في 11 مؤسسة تربوية بشرق العاصمة، يرصد مدى استفحال التدخين وسط التلاميذ، وكانت النتائج مخيفة بالنظر إلى أن التدخين أضحى اليوم يتربص حتى بالأطفال الأقل من 10 سنوات. وعلّق خياطي بقوله إن التدخين بالنسبة لهؤلاء يُعتبر عاملا محفزا لإدمان المخدرات لاحقا. وأظهر التحقيق أن نسبة 17 % من تلاميذ المتوسطات يدخنون، منهم 2.2 % بنات، وأن 37.9 % من الثانويين يدخنون، منهم 3.6 % بنات. وتوصلت الدراسة إلى أنه رغم استفحال آفة التدخين وسط الأطفال الأقل من 18 سنة المتمدرسين، إلا أنه من الممكن وقايتهم من هذه الآفة وإعادة استدراجهم بالعدول عنها، وهذا بمضاعفة العمل التوعوي التحسيسي. وهنا حمّل البروفسور خياطي التلفزيون المسؤولية الأولى في مجال التوعية؛ لما للصورة من دلالة وتأثير كبيرين في تغيير السلوك. وقال إن أحسن طريقة للوصول إلى النتائج المرجوة وسط الأطفال هي الاعتماد على القدوة الحسنة في التحسيس بالاعتماد على الوجوه الكروية الجزائرية المعروفة، على غرار اللاعبين الدوليين إبراهيمي وسليماني وغيرهما.