توجت زيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية مالي السيد أمادوتوماني توري إلى الجزائر لمدة يومين بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بصدور بيان مشترك أشار إلى المحادثات التي أجراها الرئيس المالي خلال إقامته بالجزائر مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة· وكذا ارتياح الرئيسين لنوعية الروابط والعلاقات بين البلدين وتأكيدهما على أهمية ترقية المبادلات الثنائية وقد سمحت هذه الزيارة التي تندرج في إطار تعزيز العلاقات الأخوية للتعاون والتضامن وحسن الجوار التي تجمع الجزائر ومالي منذ القدم والتي كانت فرصة متجددة لمواصلة التشاور والحوار، لرئيسي البلدين من خلال اللقاءات المنفردة والموسعة بالقيام بتقييم شامل للتعاون الثنائي وسبل تعزيزه وتنويعه وتكييفه مع الواقع ومع الأولويات المسطرة من قبل البلدين· وبالمناسبة جدد الرئيس بوتفليقة تهانيه لنظيره المالي بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة ثانية لرئاسة جمهورية مالي عقب انتخابات حرة وشفافة جدّد من خلالها الشعب المالي ثقته فيه· وأوضح البيان أن رئيسي الدولتين أعربا عن ارتياحهما لنوعية الروابط التقليدية التي تجمع البلدين والمتمثلة في الأخوة والتضامن وحسن الجوار والتعاون وجددا في هذا الإطار إرادتهما وعزمهما المشتركين على العمل معا في سبيل تكثيف العلاقات بين البلدين وتنويعها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين الجزائري والمالي اللذين يتقاسمان نفس التطلع إلى مزيد من الرفاه والازدهار والتطور· ولهذا الغرض أكد الرئيسان أهمية ترقية المبادلات الثنائية من خلال تعبئة قدرات البلدين، كما شجعا المتعاملين الجزائريين والماليين على تكثيف اللقاءات والمبادلات· وأعرب رئيسا البلدين عن ارتياحهما لتعزيز الإطار القانوني الذي يحكم التعاون بين البلدين وإثرائه بمناسبة انعقاد الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون الثنائي ببماكويومي 16 و17 أكتوبر 2007· كما أكدا على أهمية التنظيم المنتظم لدورات مختلف آليات التعاون الثنائي من أجل الوقوف بصفة منتظمة ودائمة على مدى تقدم تنفيذ مختلف القرارات والتوصيات المتخذة في هذه الأطر· كما تلقى الطرفان بارتياح نتائج الدورة الثانية اللجنة المشتركة للأمن المنعقدة يومي 25 و26 أفريل 2006 بالجزائر إضافة إلى النتائج التي أسفرت عنها الدورة العاشرة للجنة الثنائية الحدودية التي عقدت يومي 19 و20 نوفمبر بالجزائر· وأبرز الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وأمادوتوماني توري اهتمامهما بتنمية وتأمين المنطقة الحدودية المشتركة التي تشكل همزة وصل بين شعبي البلدين وجسرا لتطوير المبادلات الثنائية ونظرا لخطر النشاطات غير المشروعة الذي يحدق بالمنطقة اتفق الطرفان على تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة هذه الظواهر· وعلى صعيد آخر أعرب القائدان عن ارتياحهما لتوقيع اتفاق استتباب السلم والأمن والتنمية في منطقة كيدال في 4 جويلية 2006 تحت إشراف الجزائر وأكدا ضرورة تكثيف الجهود من أجل تنفيذ شامل وتام لأحكام الاتفاق· وبعد استعراض المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك جدد الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وأمادوتوماني توري استعداد الجزائر ومالي لترقية الحوار والتشاور على الصعيدين شبه الإقليمي والقاري والعمل بالتشاور من أجل تعزيز أواصر الأخوة وحسن الجوار وترقية السلم والأمن والاستقرار والتعاون· وجدد الطرفان في هذا الصدد تأكيدهما على أهمية التشاور على المستوى شبه الإقليمي كما جددا استعدادهما لعدم ادخار أي جهد من أجل أن تظل منطقة الساحل الصحراوي دائما فضاء مشتركا للسلم والرقي· ونوه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في هذا الصدد بمبادرة الرئيس أمادو توماني توري بخصوص تنظيم ندوة في الآجال القريبة بهدف جمع بلدان الجوار· كما جدد رئيسا البلدين تأكيدهما على الدور الهام الذي يلعبه الإتحاد الإفريقي في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار للدول الأعضاء في تنفيذ التكامل الإفريقي ضمن روح الأهداف التي حددتها الدول الإفريقية في تشكيل الإتحاد وبرنامج مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (نيباد)· وبهذاالصدد جدد الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وأمادو توماني توري استعدادهما لتحسين الإدماج والحكم الراشد كمسار من شأنه تشجيع ترسيخ الديمقراطية ودولة القانون وتعزيز التلاحم الوطني والعصرنة الاقتصادية والتكامل الإقليمي· كما تطرق الرئيسان إلى آخر التطورات بخصوص مسألة الصحراء الغربية، حيث أكدا بهذا الشأن دعمهما لمواصلة المفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل نهائي· وبعد أن أعربا عن ارتياحهما للتقدم المعتبر الذي حققته القارة الإفريقية في مجال استتباب السلم والمصالحة الوطنية خاصة في كوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية جدد الرئيسان دعوتهما لمواصلة الحوار والتشاور لضمان الاحترام التام للالتزامات المسجلة مثل التطبيق الكلي والشامل للاتفاقات التي تم التوصل إليها بين مختلف الأطراف المعنية· وفيما يتعلق ببؤر التوتر والأزمات التي مازالت تعرفها القارة، ذكر الرئيسان بأن تواصل هذه الأوضاع من شأنه تعطيل مسار التنمية بإفريقيا وشعوبها· وأعربا بهذا الشأن عن انشغالهما العميق إزاء تدهور الوضع بالصومال ودعيا المجموعة الدولية إلى دعم الحوار السياسي بين الصوماليين ونشر قوات الإتحاد الإفريقي مع الدعم الفاعل للأمم المتحدة· وبخصوص الوضع بدارفور، أكد الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وأمادو توماني توري أهمية مواصلة الحوار بين السودانيين دون استثناء في ظل احترام السيادة والوحدة الترابية للسودان من أجل التوصل إلى حل لهذه الأزمة· كما أكدا دعمهما لمفاوضات السلام بين جميع الأطراف في دارفور من أجل تعزيز اتفاق أبوجا وتشجيع تواجد سريع للقوة المختلطة للإتحاد الإفريقي ومنظمة الأممالمتحدة· كما شكلت مسألة الشرق الأوسط والتدهور المستمر للوضع بفلسطين موضع اهتمام الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وأمادوتوماني توري اللذين جددا نداءهما للمجموعة الدولية حتى تساهم أكثر من أجل التوصل إلى إحلال سلام عادل ودائم قائم على تطبيق خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية· وجددا بالمناسبة دعمهما للشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه الشرعية بما فيها إقامة دولة مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس· كما أعرب رئيسا الدولتين عن أملهما في أن يسترجع العراق السلم من خلال استعادة السيادة الكاملة لشعبه والحفاظ على وحدته وسلامته الترابية· وقد جرت المحادثات بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وأمادوتوماني توري في جوسادته الأخوة وتميزت بتوافق كبير في وجهات النظر حول جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك· وشكر فخامة السيد أمادو توماني توري رئيس جمهورية مالي فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية السيد عبد العزيز بوتفليقة على حفاوة الاستقبال والضيافة الأخوية التي حظي بها والوفد المرافق له· ووجه فخامة السيد أمادو توماني توري دعوة لفخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة للقيام بزيارة دولة إلى مالي وقبلت الدعوة بترحيب كبير وسيتم تحديد تاريخها في إطار اتفاق مشترك عبر القنوات الدبلوماسية"·