انطلاق فعاليات المعرض الموسيقي الدولي

في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015

تنطلق عشية اليوم بدار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة، فعاليات المعرض الموسيقي الدولي الذي تنظمه دائرة التراث اللامادي والفنون الحية التابعة للجنة التنفيذية لمحافظة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، تحت شعار "من الأصوات إلى النوبة". وسيعرف المعرض الذي برمج على مدار يومين، تنظيم محاضرات علمية ومائدة مستديرة، إضافة إلى تكريم يخص شيوخ المالوف، علاوة على تقديم حفلين موسيقيين، وفي هذا السياق تستهل نشاطات المعرض عشية اليوم، بتكريم شيوخ المالوف وعلى رأسهم الشيخ الحاج محمد الطاهر الفرقاني، المرحوم حمو الفرقاني، عبد الرحمان قارة بغلي ومحمد الصديق فرقاني المدعو زواوي، ليختتم اليوم الأول بحفل فني موسيقي تحت إشراف الفنان عدلان الفرقاني.
وخلال اليوم الثاني من المعرض، يقدم الدكتور أنس غراب، أستاذ مساعد بالمعهد العالي للموسيقى بجامعة سوسة والمدير السابق لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية بباريس، محاضرة حول موضوع "نشأة النظريات الموسيقية باللغة العربية، أسسها وأبعادها العلمية، الفلسفية والرياضية". وفي هذا السياق، يعتبر المحاضر أن الفترة الأولى لظهور نصوص موسيقية باللغة العربية، تمثل حقبة زمنية لفهم التطور التاريخي للموسيقى على مستوى الحضارة العربية الإسلامية وعلى المستوى العالمي والإنساني، حيث يرى الدكتور أنس غراب، أن تلك الفترة تمثل ترابطا مع الإنتاج الإنساني الذي سبقها، وفي نفس الوقت، إثارة لقضايا المتجددة في هضم سياق سياسي وثقافي وفكري جديد، إذ يتناول بالدراسة استخراج الأسس التي تمت من خلالها بلورة محتوى النصوص العربية الموسيقية وتباين أبعدها الفلسفية، الرياضية والعلمية.
من جهتها، تقدم الدكتورة مانويلا كورتاز غارسيا من قسم التاريخ وعلوم الموسيقى بكلية الفلسفة والأدب من جامعة غرناطة الإسبانية، محاضرة بعنوان: "النوبة في مصادر المخطوطات وتفاعل صنعات المالوف القسنطيني مع سجل المدارس المغاربية"، حيث ومن خلال تحليل المعلومات الواردة في مختلف مصادر المخطوطات المدونة في الأندلس والمغرب العربي، ترى أن هناك تأثير بديهي للموسيقى العريقة الشرقية في تشكيل وتطوير الموسيقى الأندلسية خلال القرون الأولى للإسلام في الأندلس.
وتختتم السهرة الثانية بحفل موسيقي لفرقة سلاطين الطرب السورية بقيادة الأستاذ بشير أحمد بيج، العازف على آلة القانون، وهي فرقة تأسست بمدينة حلب السورية، وقد اشتهرت هذه الفرقة بأدائها المتميز للموشحات والقدود الحلبية والقصائد المستمدة من التراث السوري.