لا شيء يبشر بخير في بيت فريق أولمبي أرزيو هذه الأيام، فالخشية من تردي الأوضاع بداخله كبيرة؛ ما قد ينسف كل ما تم الإعداد له، والذي كان عطفا على إنجاز الصعود إلى الرابطة الاحترافية الثانية. فقد حملت الأيام القليلة الماضية انتفاضة مكونات الفريق ضد الإدارة، ورئيسها عمر سهلي الذي تتهمه بالتماطل في حل المشاكل العالقة التي يتخبط فيها الأولمبي، خاصة المالية منها، بداية باللاعبين الذين يطالبون بمستحقاتهم المتأخرة، والتي تمثل ثلاثة رواتب شهرية. وبسبب ذلك قاطع ستة منهم التربص الذي كان من المقرر أن يجريه الفريق بمدينة عين تموشنت ككل عام، وأصروا على موقفهم رغم حديث المدرب خلادي محميدة إليهم، بل إن بعضهم بدأ يفكر جدّيا في فسخ عقده مع الفريق، والانتقال إلى فرق أخرى، كحال الحارس الواعد هشام بن سعيد، الذي تحدثت مصادر عليمة عن ربطه اتصالا بالجار ترجي مستغانم. وعبثا، حاولت الإدارة تهدئة خواطر لاعبيها وامتصاص غضبهم، حيث اصطدمت بموقف صارم من قبلهم، مؤكدين أنهم لن يباشروا عملهم بمعنويات منحطة، على حد قولهم. من جانبه، بدأ الطاقم الفني بقيادة خلادي محميدة الذي ترك حرية اتخاذ قرار المشاركة من عدمها في التربص، يمل من بقاء المشكل المالي جاثما على صدر الفريق، والذي أثر في عزيمة الجميع، وبالتالي مس مباشرة التحضيرات الصيفية. ومن ثم ترجح مصادر أن يجمد الطاقم الفني نشاطه إلى غاية حل هذا المشكل المالي، وقد يجتمع المدرب خلادي برئيسه في أقرب وقت، حتى يضع معه النقاط على الحروف، ويُخطره بعدم استعداده للعمل في مثل هذه الظروف قبل اتخاذ قرار رمي المنشفة. من جهتهم، لم يبق بعض المسيرين بمنأى عن الذي يجري بفريقهم، بل راحوا ينتقدون ما وصفوها بالطريقة التي يسيّر بها الرئيس عمر سهلي أمور الأولمبي، وذهبوا إلى حد مراسلة رئيس بلدية أرزيو مختار العياشي بشأن ذلك؛ ما يؤكد على انشقاق داخل الإدارة المسيّرة، وينذر بتفاقم أوضاع الفريق إن لم يعجل باحتوائها. وهو ما حمل "مير" أرزيو إلى دعوة المسيّرين إلى الاتحاد ونبذ خلافاتهم من أجل مصلحة فريق "سيدي موسى"، وطلب من الرئيس سهلي عمر الإسراع في تسديد أجور اللاعبين القدامى، الذين أثنى عليهم رئيس البلدية كثيرا، وعلى جهودهم الكبيرة التي بذلوها، والتي أثمرت ارتقاء الأولمبي إلى الرابطة الاحترافية الثانية، التي سيكون الممثل الوحيد لولاية وهران فيها. وكشف العياشي عن تخصيص هيئته الإدارية غلافا ماليا يقدَّر بخمسة ملايير سنتيم (ثلاثة ميزانية إضافية)، سيستفيد منها الفريق، وهو مبلغ يراه المتحدث كافيا لتجاوز العائق المالي العالق، مع العلم أن خزينة أولمبي أرزيو انتعشت بإجمالي 8 ملايير سنتيم.