"الثمن الواجب دفعه"، بهذه العبارة وقع نازيو المستوطنات اليهودية جريمتهم في حق عائلة الدوابشة بقتل ابنها علي حرقا وهو لم يتجاوز عامه الثاني في جريمة لا يمكن وصفها ولن ترقي أي عبارة مهما كانت قوة تأثيرها لإدانتها. وعندما استغل اليهود المحرقة النازية ضدهم وتمكنوا من جعلها "سجلا تجاريا" لفرض منطقهم على كل العالم فإنهم لم يتوانوا لحظة في اقتراف ما هو أبشع وكانت عملية حرق الصبي الفلسطيني بمثابة الفعل البشع الذي فضح كل شيء. وصورة علي الدوابشة المتفحمة لم تكن إلا صورة مصغرة لما هو آت من أعمال إجرامية بعد أن استقوى المستوطنون إلى الحد الذي جعلهم قوة موازية تمارس بطشها في حق الفلسطينيين أينما شاءت ومتى شاءت تماما كما فعلت المنظمات الصهيونية التي أسست للكيان الصهيوني في أرض فلسطين قبل سبعة عقود. وهو ما يجعل "الدموع" التي ذرفها الوزير الأول الإسرائيلي كاذبة وعيادة رئيس الكيان المحتل لمن بقي على قيد الحياة من عائلة الدوابشة شتيمة للصبي الشهيد ولكل الفلسطينيين إذا سلمنا أن استباحة المستوطنين للدم الفلسطيني ما كانت لتكون لولا سياسة حكومة نتانياهو اليمينية التي كرست الاستيطان وجعلت منه عقيدتها وجوهر سياساتها وجعلت من المستوطنين أداة تنفيذها. ثم متى كان السفاح موشي يعولون وزير الدفاع الإسرائيلي متعاطفا مع الفلسطينيين وراح يدين ما وصفه ب«الإرهاب اليهودي" عندما ندرك أنه عراب المستوطنين وسندهم وجعل منهم مليشيا حقيقية أرعبت الفلسطينيين بممارساتها وفرضت منطقها تماما كما تفعل المنظمات السرية التي زرعت الرعب في كثير من البلدان. ثم ماذا ينتظر الفلسطينيون وكل العالم من حكومة انفردت بها الأحزاب اليمنية اليهودية وأصبح المستوطنون وحاخامات الأحزاب الدينية التلمودية الآمر الناهي فيها وجعلت من إرضاء المستوطنين غايتها النهائية سوى مزيد من عمليات القتل وجرائم الإبادة وما حدث للرضيع علي الدوابشة مجرد بداية لما هو أفظع.