أعرب سكان العاصمة خاصة المنطقة الغربية، عن استيائهم من تذبذب توزيع المياه واللجوء إلى قطع التموين في الفترة الليلية ببلديات عين البنيان وسطاوالي، وفي الفترة الصباحية بالشراقة، وهو الأمر الذي أرجعه المدير العام لشركة إنتاج المياه بالعاصمة "سيال"، إلى انخفاض الإنتاج مقارنة بالطلب مع ارتفاع عدد السكان عبر البلديات الساحلية في كل فصل صيف. بالمقابل، تشير تقارير وزارة الموارد المائية والبيئة إلى تحسين عملية تموين السكان بمياه الشرب هذا الصيف، الذي سُجل فيه ارتفاع على الطلب بنسبة 30 بالمائة، وهو ما يعادل تخصيص أكثر من 150 ألف لتر يوميا لكل مواطن. وأكد مدير توزيع المياه بوزارة الموارد المائية والبيئة السيد مسعود تيرة ل "المساء"، تحسن خدمات توزيع المياه خلال هذا الصيف عبر مختلف ولايات الوطن مقارنة بالسنوات الفارطة، مرجعا الأمر إلى الاستثمارات الضخمة التي عرفها القطاع في مجال تخزين الموارد المائية؛ ما جعل السدود ال 72 تخزّن اليوم أكثر من 8,5 ملايير متر مكعب، يضاف إليها إنتاج محطات تحلية مياه البحر ال 12، المقدَّر ب 2,3 مليون متر مكعب سنويا. من جهة أخرى، اعترف تيرة بتسجيل نقص في إنتاج المياه عبر بعض الولايات الداخلية وغرب العاصمة، مرجعا الأمر إلى قدم شبكات توزيع المياه التي لم تستفد من صيانة منذ الاستقلال؛ ما جعلها اليوم غير قادرة على استيعاب نسبة تدفق المياه، وهو ما دفع بالوزارة إلى إطلاق برنامج لتأهيل القنوات وصيانتها عبر 17 مدينة، في حين سيتم اللجوء إلى المياه الجوفية لمنطقة المتيجة، لدعم إنتاج المياه في فصل الصيف بالنسبة لغرب العاصمة. من جهته، أكد المدير العام لشركة "سيال" السيد جون مارك يان ل"المساء"، أن عملية تموين السكان بمياه الشرب بالعاصمة وتيبازة تعرف تحسنا، ورغم ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه فقد تمكنت محطات الضخ من رفع قدرات التموين؛ تلبية للطب الذي ارتفع ب 15 بالمائة. وردا على انشغالات سكان غرب العاصمة الذين يعانون من انقطاعات في التزود بمياه الشرب، أرجع جان مارك الأمر إلى ضعف إنتاج المياه بهذه المناطق المصنفة في خانة “النقاط السوداء بالعاصمة"، مشيرا إلى أن "سيال" تجتهد من أجل تخصيص حصص يومية للسكان وتوزيع المياه في فترات مختلفة من اليوم، في انتظار إنجاز آبار جديدة بالمنطقة لاستغلال المياه الجوفية، مع العلم أن العاصمة لوحدها يخصَّص لها 1,5 مليون متر مكعب يوميا في فصل الصيف، وهي مموَّنة من سدود بورومي وقدارة ومحطة تحلية المياه بالحامة، في انتظار الانتهاء من تحويل المياه من سد تاقصبت بولاية تيزي وزو لتدعيم القنوات المموّنة للعاصمة. وعن سبب تذبذب التوزيع عبر عدد من بلديات العاصمة الوسطى، تطرق مدير "سيال" لعملية تخريب القناة الرئيسة التي تضمن توزيع المياه من سد بورومي من طرف بعض الفلاحين؛ بهدف سقي محاصيلهم. وقد تدخّل الديوان الوطني للسقي لإصلاح العطب الذي دام أكثر من يومين، وهو ما انعكس سلبا على عملية تموين العاصمة بمياه الشرب، ناهيك عن انقطاعات الطاقة الكهربائية، مع العلم أن انقطاع الطاقة لمدة ساعة، يقول جان مارك، يعني توقف عملية ضخ المياه بالخزانات وقطع التموين بمياه الشرب لمدة تزيد عن 10 ساعات. وبالنسبة لولاية تيبازة المسيَّرة من طرف "سيال"، فقد سجلت عدة نقائص هذا الصيف، حسب جان مارك؛ لعدم الانتهاء من أشغال ترميم ومد القنوات، بالإضافة إلى ارتفاع عدد سكان الولاية في الفترة الصيفية إلى أكثر من 2 مليون ساكن، وهي التي تعد في باقي أشهر السنة 700 ألف نسمة، لذلك يتم التركيز على تموين البلديات الساحلية بشكل يومي مع ضمان توزيع المياه 24 ساعة على 24 للمركبات السياحية والمستشفيات. من جهته، أشار مدير توزيع المياه بالوزارة مسعود تيرة، إلى قرار حفر 20 بئرا بمنطقة زرالدة لاستغلال المياه الجوفية لمنطقة المتيجة، التي عرفت انتعاشا خلال السنوات الفارطة بعد ارتفاع منسوبها بأكثر من سبعة أمتار، وسيتم حفر 10 آبار إضافية مطلع 2016 لضمان تموين عادي لسكان غرب العاصمة، خاصة في الفترة الصيفية التي تعرف طلبا كبيرا على هذه المادة الحيوية، مع العلم أن مصادر إنتاج المياه تقع كلها شرق العاصمة؛ ما يجعل عملية التوزيع غير عادلة في الكثير من الأحيان بسبب ارتفاع الطلب. ويُذكر أن وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والبيئة، نصّبتا خلية يقظة، تقوم يوميا بإرسال تقرير حول وضعية التموين بمياه الشرب إلى مصالح الوزارة الأولى للاطلاع عليها، مع تحديد النقاط السوداء وأسباب تذبذب توزيع المياه.