أكدت الأحزاب الانفصالية في كتالونيا الاسبانية أن النتائج التي أفرزتها عملية التصويت أول أمس، في انتخابات البرلمان المحلي تسمح لهم ببدء عملية التحضير لمسار الانفصال عن التاج الملكي الاسباني. وأكد قادة هذه الأحزاب إصرارهم المضي في مسعاهم رغم أنهم لم يحصلوا سوى على تأييد 47 بالمئة فقط من الناخبين المسجلين والمقدر عددهم بقرابة ستة ملايين ناخب رغم حصولهم على 72 مقعدا مكنهم من الحصول على الأغلبية المطلقة في برلمان يضم 135 مقعدا. ووضعت هذه النتيجة السلطات المركزية في مدريد في حرج كبير بعد أن أكدت هذه الأحزاب أنها لن تناقش الحكومة الاسبانية من الآن فصاعدا حول فكرة الانفصال ولكن فقط حول آليات تجسيد هذه الحلم الذي روجت له هذه الأحزاب دون أن تضمن تأييدا شعبيا مطلقا بسبب مخاوف مما يخفيه المستقبل خارج إطار الدولة الاسبانية الحالية. ولم ينتظر رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي، طويلا للرد على هذه التصريحات عندما أكد من جهته أنه "مستعد للحوار ولكن فقط في إطار ما يمليه القانون"، وهي إشارة واضحة إلى رفضه الحديث حول فكرة الاستقلال التي ستنقل عملية تجسيدها بداية من العام 2017. وقال راخوي، بلهجة فيها الكثير من الصرامة أنني مستعد للحديث والاستماع ولكنني لست مستعدا للحديث لا حول وحدة إسبانيا ولا سيادتها الترابية". وراح رئيس الحكومة الاسباني مشككا في نتائج التصويت عندما أكد أن مزاعم البعض بتحقيق الفوز تم خارج القانون، وأكدت أن أفكارهم لا تحظى بتأييد أغلبية المواطنين الكتالانيين في تلميح إلى نسبة المشاركة التي لم تبلغ عتبة الخمسين بالمئة. وقد انعكس هذا الانقسام في مواقف السياسيين على مختلف الصحف الاسبانية التي تناولت المسألة من عدة جوانب وفق خطها الافتتاحي وموقفها من هذه الفكرة. وهو ما عكسته صحيفة "ال بريوديكو" ( اليومية) التي وصفت نتائج التصويت بأنها "انتصار" ولكن "بمذاق مر" للانفصاليين في سياق نفس الموقف الذي أبدته صحيفة "الباييس" (البلاد) أكثر الصحف مقروئية في اسبانيا وأكدت أن الانفصاليين فازوا بالانتخابات ولكنهم خسروا تأييد أغلبية الكتالانيين لفكرتهم". وذهب محللون إسبان إلى التأكيد أن الذين صوتوا لقوائم الأحزاب الانفصالية إنما فعلوا ذلك عقابا لحكومة ماريانو راخوي، الذي رفض للإقليم الحق في تحصيل الضرائب، كما هو الحال بالنسبة لإقليم بلاد الباسك ونافارا وعقابا له شهرين فقط قبل انتخابات نيابية وطنية قد تعصف به على خلفية نتائج التصويت التي عرفتها انتخابات الأحد الماضي.