وجّه رئيس الباترونا أمس انتقادات لاذعة لبعض الأطراف التي تنتقد بشدة مبادرة منتدى رؤساء المؤسسات الرامية إلى إنعاش وبعث الاقتصاد الوطني. وقال حداد للمشكّكين: "نحن هنا لتشجيع الجميع على العمل؛ لأن العالم يعرف اضطرابا مستمرا، ورغم ذلك فالجزائر بخير، وستبقى كذلك بفضل الرجال أمثال بوتفليقة الذي سطّر لنا الطريق"، مضيفا بنبرة غاضبة: "لسنا حزبا سياسيا بل حزب عمل"، موجها في هذا السياق، دعوة للمشككين إلى تقديم دلائل عن فشل الجزائر، وأن يعرضوا أمام الجزائريين، ما قدّموه هم للوطن؛ "البلاد بخير - يقول حداد - والأمور تغيرت، وعلينا إحداث قطيعة مع الماضي؛ لأن الشباب لا يهتمون بما حدث، لكنهم يتطلعون إلى مستقبل واعد بدون عراقيل". وقال حداد من ولاية معسكر التي افتتح بها مندوبية للباترونا، إن التغيير لا يتم إلا عبر خطوات جادة وثابتة. وفي هذا السياق، دعا إلى تشجيع الشراكة الجزائرية - الجزائرية، وهذا لا يعني أن الباترونا تنوي الاستحواذ على المؤسسات العمومية، بل الدخول معها في شراكة، مضيفا أن الدولة تقبل بالشراكة مع الطرف الأجنبي؛ فلِم لا يتم ذلك بين الجزائريين أنفسهم؟! منتقدا هذا التنافر الذي يشجعه الكثير من الذين يريدون تقاسم الجزائر مع الطرف الأجنبي، ومؤكدا أن هذا لا يجب أن يستمر؛ "نحن في الطريق السليم في حل العديد من المشاكل المتعلقة بالعقار والاستثمار"، مذكرا بالصندوق الذي استحدثه المنتدى الموجَّه لتشجيع استثمارات الشباب المنخرطين في صيغة "جيل منتدى"، والذي يتوفر على مليون دينار كمبلغ أولي، على أن يتم رفع هذا المبلغ ليتجاوز ال 5000 مليار دج في القريب العاجل بعد دراسة دقيقة وضبط الميكانزمات الضرورية لتفعيل الصندوق في غضون شهر، وفق آليات سلسة تتجنب كل التعاملات البيروقراطية التي كانت تعترض الشباب الراغبين في الاستثمار. وقال والي معسكر السيد عفاني صالح من جهته، إن الجزائر بلد يصنع المعجزات، وشعبها يرفع دوما التحديات أيا كان حجمها، وهي اليوم بحاجة إلى جميع السواعد، ولن يكون ذلك إلا بتغيير السلوكات السلبية الكلاسيكية، أكد أمام متعاملي الولاية؛ فلاحيها وأعيانها على ضرورة توفير الإرادة لكل الإمكانيات والتسهيلات الضرورية، والعمل من منطلق أن الأزمة تلد الهمة. وذكر الوالي أن الإمكانيات الهامة التي تتوفر عليها ولاية معسكر في مجال السياحة والفلاحة.. أضحت بادية للعيان بفضل الدعم الكبير، وحظيت خلال مختلف برامج التنمية التي تبنّتها الحكومة في السنوات الأخيرة والتي بدأت تعطي ثمارها، بخروج الولاية من عزلتها. وتوّج منتدى رؤساء المؤسسات جولته التنظيمية الرامية إلى تكثيف تواجده على المستوى المحلي والتي قادته إلى ولايات غرب البلاد، بافتتاح مندوبيتين ل "الافسيو" بكل من ولاية معسكر وغليزان، اللتين اجتمع في كل منهما بالسلطات المحلية؛ من ولاة ومنتخبين ومتعاملين اقتصاديين ومستثمرين ورجال أعمال وفلاحين، حضروا بقوة، ورحّبوا بمبادرة نقابة الباترونا، الرامية إلى توحيد الجهود والأفكار والاتحاد كقوة فاعلة لمواجهة تحديات المرحلة القادمة التي تقبل عليها الجزائر. وشكّل اللقاء فرصة لرئيس المنتدى السيد علي حداد وأعضاء المجلس التنفيذي، للاطلاع عن قرب، على العراقيل التي تواجه رؤساء المؤسسات بغرب البلاد، وكذا تبادل الأفكار والآراء حول الوضع الاقتصادي الراهن. وبالمناسبة، جدد رئيس الباترونا بعاصمة الأمير عبد القادر وكذا غليزان، عزم الحكومة على جعل التنمية المحلية قاطرة التنمية والاقتصاد الوطني، وهو الطرح الذي يدعمه المنتدى، ويعمل على تفعيله واستغلال ما هو موجود من طاقات، لا سيما البشرية منها، واستغلال المنجزات القاعدية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، كالطريق السيار والسدود.. داعيا، في ختام لقائه، إلى جعل مسيرة الأمير عبد القادر المثالية والفريدة من نوعها، مصدر إلهام للجميع.