وصف رئيس جمهورية السودان، عمر حسن البشير، زيارته إلى الجزائر ب"المثمرة جدا”، لافتا إلى وجود ”تفاهم” و"إرادة قوية” من الجانبين لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. وقام الرئيس السوداني في آخر يوم من زيارته إلى الجزائر بزيارة إلى مزرعة خاصة بتربية الأبقار وإنتاج الحليب في تيبازة. غادر الرئيس السوداني أمس، الجزائر بعد زيارة دولة دامت ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وكان في توديع الرئيس السوداني بمطار هواري بومدين الدولي رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة. وقيّم الرئيس السوداني زيارته للجزائر في تصريح أدلى به أمس، للصحافة بمطار هواري بومدين الدولي قبيل مغادرته الجزائر. وقال إن ”زيارة الدولة التي شرع فيها منذ يوم الأحد إلى الجزائر كانت مثمرة جدا، حيث سمحت بالتوصل إلى تفاهم كبير جدا بين الطرفين يهدف إلى ترقية العلاقات الثنائية بين البلدين”. وأكد أنها ستشكل ”قفزة نوعية جديدة في العلاقات الجزائرية-السودانية”، مذكرا بأن الشعبين الجزائري والسوداني ”يتمتعان بعلاقات ضاربة في الجذور وحميمية والكل يتذكر ملحمة أم درمان”. ولفت الرئيس عمر البشير، إلى وجود إرتباط ”وثيق جدا بين البلدين تمت ترجمته إلى علاقات سياسية متميزة”، مؤكدا على ”تطابق” مواقف البلدين بخصوص كل القضايا السياسية الإقليمية والدولية. وبالمناسبة، عاد الرئيس السوداني إلى لقاءاته مع المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، والتي سمحت بالتطرق إلى العديد من النقاط تتعلق خاصة بالعلاقات الثنائية. وقال في هذا السياق إن زيارته إلى الجزائر حققت ”قفزة كبيرة” في إطار التعاون الثنائي في المجالين الاقتصادي والتجاري. وأفاد بأن البلدين سيعملان في المستقبل على تطوير تعاونهما في قطاع النقل البحري والجوي عن طريق فتح خطوط بحرية وجوية تربط بين البلدين مما سيسهل ”حركة الأشخاص والبضائع بين البلدين”. وستسمح ترقية قطاع النقل بين الجزائر والسودان -كما أضاف- بتشجيع الاستثمارات السودانية بالجزائر والجزائرية بالسودان، موضحا بأن بلاده ستعمل على تعزيز تواجد سلعها في الأسواق الجزائرية كاللحوم والحبوب. وفي مجال الطاقة، كشف الرئيس السوداني، عن وجود تفاهم بين البلدين حول الشراكة في مجال الغاز والنفط وكذا المعادن. من جانب آخر أشاد البشير ب"الدور الايجابي” للجزائر في إستقرار الأوضاع بليبيا ومالي والعالم العربي. وأشار الرئيس السوداني في هذا السياق إلى ”وجود عمل مشترك بين الجزائر والسودان من أجل استقرار الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن”. وعن القضية الفلسطينية، أكد الرئيس السوداني وجود ”تفاهم قديم بين الجزائر والسودان، وعمل مشترك بين البلدان العربية لمساندة هذه القضية العادلة”. من جهة أخرى، دعا الرئيس السوداني إلى دعم التعاون الدولي في ميدان مكافحة الإرهاب والجريمة والمنظمة والإتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر” من أجل تعزيز احترام حقوق الإنسان”. واعتبر أن تصاعد نشاطات الجماعات الإرهابية والإجرامية في كل من ليبيا وسوريا والعراق ”أضحى يشكل تهديدا كبيرا على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم”، مما يستوجب ”تعزيز التعاون المشترك للتصدي لهذه الظاهرة”. وعاين الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أمس، بمزرعة خاصة لتربية الأبقار وإنتاج الحليب بسيدي راشد على القدرات الفلاحية وفرص الاستثمار بولاية تيبازة، الساحلية التي تمثل 66 بالمائة من مساحتها الإجمالية أراض فلاحية وغابية. وشكلت هذه الزيارة فرصة للرئيس السوداني للاطلاع عن قرب على الطاقات الفلاحية للولاية من خلال الاستماع لعرض حول أهم الشعب والمنتجات الفلاحية لتيبازة، وكذا زيارة مركب لإنتاج الحليب لمستثمر خاص. ويتعلق الأمر بولاية تحتل المرتبة السادسة والرابعة وطنيا على التوالي في الحمضيات والكروم بإنتاج يقدر بأكثر من 1 مليون قنطار (حمضيات)، وأزيد من 323 ألف قنطار (كروم) بالنسبة لسنة 2015، العام الذي حققت فيه نسبة نمو تقدر ب8 بالمائة أي ما يعادل قيمة إنتاجية تقدر ب69 مليار دينار. وبالنسبة لشعبة الحليب التي تعد موضوع زيارة الرئيس السوداني، الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد احمد فروخي، فقد قدرت ب35.5 مليون لتر في السنة على أمل رفع قدرات الإنتاج ”مستقبلا” حسب العرض الذي قدمه المدير الولائي للفلاحة. وبعد الاستماع لعرض حول حصيلة نشاط قطاع الفلاحة، بتيبازة طاف الرئيس السوداني بمعرض خاص بالأصناف النباتية للولاية وكذا الإنتاج الصيدي والفلاحي، قبل أن يطلع على مختلف هياكل الاستثمار الخاص لمزرعة مختصة في تربية البقر الحلوب. ويحتوي المركب على عدة هياكل تعمل وفق أنظمة تقنية أوتوماتيكية ”عالية المستوى” تسمح بمراقبة وتسيير مسار إنتاج الحليب واللحم ومسار التلقيح من الحمل إلى الولادة حتى يتسنى للطاقم الطبي البيطري المحافظة على ”تجانس الأبقار الحلوب كميا ونوعيا”. وتبلغ قدرة إنتاج مركب الحليب الممتد على مساحة 9800 متر مربع بعد سنتين من دخوله الاستغلال، أزيد من مليون لتر في السنة، فيما يعمل حاليا هذا المستثمر الخاص على تربية 148 بقرة على ”أمل” بلوغ 500 بقرة في أربع سنوات. وأقام رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، مساء أول أمس، بإقامة الميثاق مأدبة عشاء على شرف الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بحضور أعضاء من الحكومة ومسؤولين سامين في الدولة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.