التعويض هو الشعار الذي ستدخل به تشكيلة جمعية وهران مقابلتها أمام ضيفها شباب قسنطينة بعد زوال غد بملعب الحبيب بوعقل، حيث ستصوَّب أنظار الوهرانيين و"الجمعاوة" على وجه خاص، إلى هذه الخرجة التي لا تقبل القسمة على اثنين. فالفريقان يعيشان تحت ضغط النتائج السلبية، ويتوجب عليهما الخروج منها بأي ثمن، وبالنسبة للجمعية، فإن السقوط في شراك الهزيمة للمرة الثالثة على التوالي، أضحى أمرا مقلقا وغير مقبول، لأن ذلك يتعلق بمستقبل الفريق في البطولة الاحترافية الأولى، ولو أن الأمر سابق لأوانه والبطولة لازالت طويلة، وبإمكان الجمعية الوهرانية نفض الغبار عن نفسها، والعودة إلى نغمة الانتصارات التي خاصمتها منذ مدة، وسبّبت لها أزمة نتائج كادت تعصف بالمدرب كمال مواسة، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من ترك الفريق بمحض إرادته ولمصلحة الفريق، كما قال، لولا تشبّث المسيّرين، فالتقني القالمي قالها بصراحة هذه المرة بأنه يرغب في ترك منصبه؛ لأن الظروف كلها ضده وضد فريقه. غير أن تواجد شباب قسنطينة في نفس وضعية الجمعية قد يبدو فرصة سانحة لهذه الأخيرة لرد الاعتبار لنفسها، ووضع حد لتلك التعثرات، لكن شريطة أن يتحسن الوضع النفسي، كما يرى ذلك أكثر من متتبّع لخطوات الفريق الوهراني، الذي قضى هذا الأسبوع يتدرب بغابة وملعب كناستيل؛ اتقاء نقمة الأنصار والابتعاد عن ضغطهم بأمر من المدرب كمال مواسة، الذي تكفّل في ذات الوقت بترميم معنويات لاعبيه، وحثهم على نسيان هزائم الجولات الماضية، والتركيز على مواجهة "سنافر" قسنطينة، وحتى المسيّرين تنبّهوا لضرورة احتضان اللاعبين، وتحفيزهم معنويا؛ سواء بالتحدث إليهم أو تخصيص منحة مغرية للإطاحة بالضيف القسنطيني، الذي لن يكون صيدا سهلا بحسب اللاعب الجمعاوي بوكاتوح، الذي أضاف عن هذه المواجهة: "شباب قسنطينة فريق صعب الترويض، يملك إمكانيات مسلَّم بها، وسيقدم علينا للنيل منا، لكن من جهتنا نحن عازمون على وضع نقطة النهاية لسلسلة الهزائم التي تلاحقنا منذ عدة جولات، وتحقيق الانتصار الذي سيحررنا نفسيا، ويبعد عنا الضغط والشك في قدراتنا، فما علينا سوى مراجعة بعض الأمور حتى يستعيد فريقنا عافيته، فالبطولة لازالت طويلة، وكل شيء ممكن فيها". بلعيد، حداد وبن قابلية جاهزون وسيكون بإمكان الجمعية توظيف بعض لاعبيها العائدين من الإصابة كبلعيد، والشاب حداد، وخصوصا المهاجم محمد بن قابلية بعد شفائه من الإصابة التي كان تلقّاها في لقاء وفاق سطيف، حيث أُجبر بعدها على الراحة لمداواة هذه الإصابة. وأظهرت الفحوصات الطبية التي أجراها، أنه كان يعاني من تمزق عضلي ناتج عن الإرهاق لكثرة مشاركاته في التربصات والمباريات الودية والرسمية للمنتخبين الوطنيين الأولمبي والعسكري، المتوّج مؤخرا بالميدالية الذهبية للألعاب العالمية العسكرية. وكانت الإدارة قد طلبت من لاعبيها المصاب حرباش، والمعاقب جمعوني الالتحاق بزملائهما، قصد تقديم الدعم لهم في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الجمعية الوهرانية، التي تنتظر دعما كبيرا من أنصارها، حتى تتفادى عثرة أخرى، قد تكون عواقبها وخيمة على كل مكونات الفريق.