أكدت السيدة حليلية بوسعد، نائبة رئيس الجمعية الوطنية للبيئة والاستكشاف، مختصة في البيولوجيا العضوية، أن التربية البيئية لابد أن تبدأ عند الطفل، الذي له قابلية حمل وتبني ثقافة المحافظة على البيئة، فهو أكثر تفتحا على الإرشادات التي يقدمها منظمو الحملات التحسيسية ويتقبلها بطريقة جيدة. وتحت شعار "الطفل والتربية البيئية" نظمت الجمعية حملة تحسيسية توعوية ببلدية باب الزوار، مست شريحة كبيرة من المواطنين بغرض غرس ثقافة أهمية الحفاظ على التوازن الإيكولوجي، فضلا عن الطرق المثلى لرمي النفايات حتى يتمتع سكان الأحياء بشوارع نظيفة تقيهم من التلوث البيئي، نظرا لخطورته على الصحة وتشويهه المنظر العام من جهة أخرى. وحسب المتحدثة، فإن ترسيخ سلوك المحافظة على البيئة فعل حضاري لابد أن يتلقاه الفرد منذ صغره، حتى يتعرف على تلك القيم ويتقبلها وتصبح له قناعة أن تلويث البيئة فعل غير حضاري ومضر بالمحيط. وحسب المختصة في البيئة البيولوجية، يعتبر الطفل عنصرا فعالا في المحافظة على البيئة، باعتباره سهل الإقناع، كما أنه قد ينجح في إيصال تلك الإرشادات السليمة إلى أوليائه ومن يكبرونه سنا، فهو سفير البيئة في المجتمع. علاوة على أن عملية إعداد الفرد ليتفاعل بشكل ناجح مع بيئته لما تشمله من موارد مختلفة، يبدأ منذ الصغر بهدف إكسابه المعرفة البيئية التي تساعده على فهم العلاقات المتبادلة بين الفرد وعناصر بيئية من جهة، وبين هذه العناصر مع بعضها البعض من جهة أخرى، كما يتطلب تنمية مهارات الطفل التي تمكنه من المساهمة في تطوير والحفاظ على توازن هذه البيئة نحو الأفضل. وتشير المتحدثة إلى أن التربية البيئية تستلزم أيضا تنمية القيم التي تحكم سلوك الفرد إزاء بيئته، بإثارة ميوله واهتماماته نحوها، واكتساب أوجه التقدير لأهمية العمل على صيانتها والمحافظة عليها وتنمية مواردها. وعلى صعيد آخر، شددت السيدة آمال بن دحام المكلفة بالاتصال لدى خلية التحسيس بمؤسسة النظافة والتطهير "ناتكوم"، أن الجهات الوصية تعمل على مشروع جديد أطلقته مؤخرا، يتمثل في نصب حاويات على مستوى كل بلدية، كل واحدة خاصة بنفايات معينة، مثل تلك الخاصة بالمواد العضوية، البلاستيك، الورق والكرتون، وأخرى للزجاج، وبهذا سوف يسهل على عمال النظافة فرز النفايات بين التي تحرق والتي يتم إعادة رسكلتها. وأشارت المتحدثة إلى أنه تزامنا مع إطلاق هذا المشروع، تؤكد مؤسسة "ناتكوم" على الحملات التحسيسية بغية توعية الأفراد على أهمية احترام هذا التقسيم، مضيفة أنه على الرغم من أهمية التشريع البيئي وقوانين حماية البيئة، إلا أن الكثير من الناس يسيئون إلى البيئة من عدة نواحي؛ كرمي القمامة في غير أوقاتها أو أماكنها وغيرها..... فالقانون بمفرده لا يكفي، ولابد من وجود رادع داخلي ينمو بالتربية منذ الصغ، إلى جانب حملات تحسيسية لتوعية الفرد، بحيث تساعده على كسب المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي تساهم في التعامل العقلاني والرشيد مع موارد البيئة.