من المسلّم به أنه لن يكتب النجاح لأي مشروع بيئي، ولا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة دون إشراك المرأة إلى جانب أخيها الرجل وإعطائها الدور الفعال في إنجاح هذا المشروع، ببساطة لأن المرأة هي المنبع الرئيسي لأي ثقافة، فهي الأم والمربية وراعية الأسرة، المرأة هي المدرسة الأولى للأجيال التي ترفع راية الأمة إن شاء الله تعالى، كما قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ولا شك في أن المرأة صاحبة القيم الرفيعة والسلوك الحميدة قادرة على صنع أجيال تحافظ على البيئة والوسط الطبيعي· ولهذا يجب أن نفسح للمرأة مكانتها وأن نعينها على أداء رسالتها، وأن نزودها بكل ما تحتاج من إمكانيات لينشأ الجيل الصالح المصلح ويتربى على معالي الأمور· آن الأوان أن تشارك المرأة مع أخيها الرجل في تحمل المسؤولية وبدون ذلك لا ينجح الإصلاح ولا تستقيم الأمور، وللمرأة دور هام وفعال في إدارة البيئة والمساهمة في ترقيتها والمحافظة على الصحة العمومية وتحسين الإطار المعيشي ووقف التدهور البيئي· ونظرا لعلاقة المرأة الوثيقة بالبيئة لابد من التطرق إلى دورها في استخدامها السليم للمواد الطبيعية والبيئية في ترشيد استهلاك الماء والطاقة وحفظ القمامة بأساليب صحية· تستطيع المرأة أن تقوم بدورها للمحافظة على الموارد الطبيعية وحسن استغلالها في مجالات متعددة، استغلال عقلاني للماء لضمان عدم تسربها والتأكد من إغلاق الحنفيات بعد الاستغلال مع مراعاة سقي الحديقة المنزلية· تساهم في الحفاظ على سلامة الأغذية من التلوث، وترشيد استهلاك الوقود للتقليل من طرح الغازات الملوثة، وبإطفاء النور في الغرف الخالية من الأفراد، كما تعمل على تهوية المنزل للتخلص من الغازات المنبعثة من مصادر وقود التدفئة· في مجال النفايات المنزلية، تقوم بشراء احتياجات الأسرة المختلفة بقدر الحاجة للتقليل من كميات النفايات المطروحة والتقليل من استخدام أكياس البلاستيك وتعوضها بأكياس من الورق، فصل النفايات العضوية وغير العضوية (معدنية، زجاجية، بلاستيكية ومواد خطيرة كالمبيدات و البطاريات وغيرها) وإعادة تدوير البعض منها· تلعب المرأة في حياة الأفراد دورا هاما يمكن أن تقوم به في تربية النشء وتطوير قيمهم اتجاه البيئة وتغيير عادتهم ومفاهيمهم باتباع السلوكيات السليمة على البيئة وترشيد استخدام الموارد وتأصيل مفهوم التربية البيئية والوعي البيئي لدى الزوج والابن وكل الأسرة، وتكريسها لثقافة النظافة وجمال المنظر سواء داخل المنزل أو خارجه· وفي الأخير لا ننسى بأن مارس هو شهر تعرف فيه الطبيعة أحلى أيامها، وتلبس أزهى ألوانها وترسل فيه الشمس بدفء أشعتها بعد عواصف الشتاء·