بلغ إنتاج التفاح في ولاية خنشلة، في إطار حملة الجني التي اختتمت في نهاية شهر أكتوبر المنصرم، الخاصة بالموسم الفلاحي 2014-2015؛ 360 ألف قنطار، بزيادة نسبة تقارب 20 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، على مساحة إجمالية مغروسة تقدر ب04 آلاف هكتار، منها نسبة تفوق 8 بالمائة كمساحة جديدة دخلت حيز الإنتاج لأول مرة وساهمت "نسبيا" في رفع مردود هذه الفاكهة التي لم تتعرض لظاهرة الجليد والبرد بشكل ملحوظ باستثناء مساحة محدودة، حسب فلاحي هذه الجهة الجبلية الواقعة بقلب جبال الأوراس، أقصى شمال الولاية. سمحت العملية التقنية الحديثة باستعمال الشبكة المضادة للأضرار التي تلحقها ظاهرة البرد، خاصة في فصل الشتاء، مع تردي الأحوال الجوية بحماية البساتين المغروسة والحفاظ على منتوج التفاح، حيث لايزال الكثير من فلاحي المنطقة يطمحون إلى استعمالها وتوسيعها لاستهداف المساحات المغروسة، حيث اقتصرت هذه العملية إلى حد الآن على ما يقارب 100 هكتار، مع الإشارة إلى أن هذه التقنية التي تقوم بتركيبها مؤسسة خاصة من ولاية بومرداس مكلفة وتتطلب تغطية الهكتار الواحد 800 ألف دج، استنادا إلى فلاحي الجهة التي توسعت بها عملية غرس أشجار التفاح، لاسيما في نطاق آليات الدعم الفلاحي المختلفة. ويناشد العديد من الفلاحين الذين التقت بهم "المساء" مؤخرا، في المعرض الفلاحي الذي أقيم بمناسبة اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، مسؤولي صندوق الدعم الفلاحي الذي أدرج بداية من موسم 2013-2014 استفادة الفلاحين الراغبين في الدعم، يناشدون استعمال تقنية الشبكة المضادة للبرد والمساهمة في رفع الدعم المقدم على شكل قرض في الوقت الحالي بنسبة 60 بالمائة من تكلفة هذه التقنية، حسب المساحات المغروسة. وتعمل المصالح المعنية في القطاع الفلاحي بالولاية، على غرار مديرية المصالح الفلاحية وغرفة الفلاحة والاتحاد الولائي للفلاحين، على تحسيس منتجي التفاح بالمناطق الأخرى كبلديات يابوس ولمصارة وشلية وقايس، باستعمال هذه التقنية الفلاحية الفعالة من أجل رفع مردود إنتاج التفاح الذي أصبح يستقطب اهتمام الفلاحين بهذه الجهات الجبلية والغابية من المنطقة. ويذكر أن المساحة العامة المغروسة بأشجار التفاح عبر ولاية خنشلة، فاقت خلال الخمس سنوات الأخيرة، حسبما يتضمنه المخطط الفلاحي، إلى أزيد من 8 ألاف هكتار، منها نسبة 08 بالمائة غراسات جديدة في إطار تواصل آليات الدعم الفلاحي المختلفة المقدمة من قبل الدولة، إلى جانب المشاريع الجوارية المدرجة في برنامج التنمية الريفية. ويسوّق محصول التفاح الذي اشتهرت بإنتاجه منطقة بوحمامة في باتنة نحو ولايات البليدة والجزائر العاصمة وبومرداس وقسنطينة، حيث غالبا ما يتم بيعه بسعر إجمالي حسب كمية المنتوج في البستان أو في الهكتار الواحد، وكذا عن طريق المزاد العلني بالنسبة للمساحات التابعة للتعاونية النموذجية لعطر لخميسي بقايس. كما يقوم بعض المنتجين المستفيدين في إطار الدعم الموجه لشراء غرف التبريد التي بلغ عددها 14 غرفة، معظمها ببوحمامة، بتخزين المنتوج وتسويقه، حسب طلب السوق المحلية والولايات الأخرى التي يفوق فيها سعره 200 دج للكيلوغرام الواحد، خاصة من نوع "الغولدن" و"روايال" و"ستاك"، وهي أنواع ممتازة أصبحت منطقة بوحمامة تشتهر بإنتاجها. وذكرت مديرية المصالح الفلاحية في هذا السياق، أنها بصدد إعداد دراسة لإنشاء سوق وطنية للتفاح بالمنطقة، فيما تقترح البلديات المنتجة من جانبها إقامة عيد للتفاح على أن يكون ببلدية بوحمامة، مع تشجيع الاستثمار الفلاحي بإنشاء وحدات صناعية لتحويل منتوج هذه الفاكهة واستحداث مزيد من فرص التشغيل.