تم بخنشلة إعداد دراسة تقنية لإنشاء سوق وطنية للتفاح ببوحمامة بأقصى شمال الولاية، حسب مصادر متطابقة بمديريتي التجارة والمصالح الفلاحية. وكان فلاحو هذه الولاية كثيرا ما طالبوا بإنشاء فضاء تجاري للتفاح “منظم وفق المعايير المطلوبة لتسويق هذه الفاكهة” التي أصبح لها رواجا داخل السوق المحلية وفي الولايات الأخرى على غرار بومرداس والبليدة وقسنطينة والجزائر العاصمة، وكذا في أوساط تجار ولايات أخرى الذين يعدون متعاملين تجاريين مع منتجي التفاح بكل من بوحمامة ولمصارة ويابوس وشلية بولاية خنشلة. استفيد من مديرية التجارة أن التطلع إلى إنشاء سوق للتفاح بهذه المناطق يمليه توسع مساحة بساتين غراسة أشجار التفاح خلال أزيد من عشرية إلى جانب آليات الدعم المختلفة التي قدمت لفلاحي هذه الجهات بما في ذلك الاستفادة من غرف التبريد والحفظ، وذلك بهدف التحكم الجيد في توزيع هذه الفاكهة التي تنتج بوفرة بهذه المناطق ذات التضاريس الجبلية والغابية. وأوضحت ذات المصالح أن شهرة المنطقة بإنتاج هذا النوع من الفاكهة تستدعي في ظل فرص الاستثمار المتاحة لكل الراغبين إقامة سوق تجارية للتفاح “قائمة بذاتها” طبقا للأحكام التي يخولها المرسوم التجاري المؤرخ في ماي 2009، والمحدد لكيفيات إنشاء وتهيئة مثل هذه الفضاءات التجارية. ومن جهته دعا المجلس الشعبي لبلدية بوحمامة التي هي دائرة إلى تخصيص يوم لإحياء “عيد التفاح” بالتنسيق مع بلديات شلية ولمصارة ويابوس التي يتشكل منها إقليم هذه الدائرة التي أصبحت متخصصة في إنتاج هذه الفاكهة بمختلف أنواعها الممتازة والمتوسطة. وتتوقع مديرية المصالح الفلاحية من جهتها أن يبلغ إنتاج التفاح بنوعيه الأصفر والأحمر خصوصا منه صنف “كولدوني” برسم الموسم الفلاحي 2012-2013 265 ألف قنطار أي بزيادة 36 ألف قنطار مقارنة بالسنة الماضية، مشيرة أن حملة الجني استهلت مطلع سبتمبر الجاري. وتستهدف عملية الجني استنادا إلى ذات المصالح مساحة 3945 هكتار منها 9 بالمائة مساحة جديدة دخلت الإنتاج لأول مرة خلال الموسم الفلاحي الحالي، مما أسهم نسبيا في رفع مردود هذه الفاكهة التي انتعشت بهذه الجهات التي لا تخلو من شم رائحة التفاح عند مدخل بساتينها الخضراء وسط الجيوب الغابية وفي المساحات المغروسة التي شكلت حزاما يطوق البناءات الريفية من كل الجهات والبادية للعيان لكل زائر لهذه المنطقة. كما يلاحظ خلال حملة الجني التي ستدوم أكثر من شهرين تواجد دائم للشاحنات تحمل ألواح ترقيم لمختلف ولايات الوطن راكنة تنتظر شحن هذه الفاكهة لنقلها إلى أسواق الجملة للخضر والفواكه، أو تخزينها في غرف التبريد وتسويقها في الفصول الأخرى، حسب ما تنص عليه الاتفاقية المبرمة ما بين المنتجين وتجار الفاكهة. وذكرت المصالح المعنية أن العامل المناخي لهذا الموسم الفلاحي كان مناسبا ومواتيا، حيث لم تتعرض المساحات المغروسة لظاهرتي الصقيع والبرد إلى جانب استعمال تقنية عند تساقط البرد تعرف بالشبكة المضادة لهذه الظاهرة الطبيعية والتي تفطن الكثير من الفلاحين بأهمية استعمالها نظرا لفعاليتها في حماية هذا النوع من الفاكهة. وحسب مرشدين فلاحيين فإن هذه التقنية المطبقة في كثير من الدول في الخارج رغم أنها مكلفة تعد ضرورية مما يستوجب توعية وتحسيس أكثر في وسط الفلاحين. وتتطلب تغطية الهكتار الواحد بهذه الشبكة المشابهة لخيوط العنكبوت التي تقوم بها مؤسسة “دوداح” من ولاية بومرداس 800 ألف دج.