نظمت مديرية الصحة والسكان في سطيف، بالتنسيق مع مختلف المصالح الطبية المختصة في داء السكري، تظاهرة تحسيسية حول المتابعة الطبية وعدم التهاون مع الأمراض الصامتة وكيفية الوقاية منها على مدار 10 أيام من 14 إلى 23 نوفمبر، وقد خصت السكري الذي عرف تفاقما ملحوظا في أوساط مختلف الفئات المجتمع، مع التحضير لإنشاء سجل إحصائي سيكون جاهزا مع نهاية عام 2016 لمعرفة العدد الإجمالي للمرضى، مع تقديم العلاج اللازم وتوفير الأدوية وآليات الوقاية بعد التكفل الفعلي بهم، خاصة من الناحية النفسية. أكد عبد القادر بغدوس، مدير القطاع، على هامش اليوم التكويني الذي نظم لفائدة صحفي وإعلامي الولاية حول مرض السكري مؤخرا، أن التظاهرة تمت بالتنسيق مع كل من مصلحة الطب الداخلي وطب الأطفال، بعد توفير كل الإمكانيات اللازمة من هياكل مادية وموارد بشرية، خاصة أنه تم وضح حيز الخدمة وحدة الكشف المبكر لداء السكري بسطيف، لمعرفة مؤشرات المرض الأولية التي ستسمح مع نهاية السنة القادمة بالبدء في عملية الإحصاء الفعلي لمرضى السكري، على اعتبار أن جل حملات الكشف المبكر عن السكري التي اعتمدتها المنظمة العالمية للصحة، توصلت إلى أن 10 بالمائة من السكان الذين تتجاوز أعمارهم 20 سنة مصابون بهذا الداء، كما تشير دراسة علمية إلى أن الداء في ارتفاع متواصل بالجزائر، حيث وصل عدد المصابين إلى ما يقارب 3 ملايين شخصا، أي نسبة 6،3 من سكان الجزائر مصابون به، وعليه وجب الوقوف على مدى صحة انتشاره في الجزائر. وأضاف المتحدث بأن فكرة السجل جاءت اقتداء بسجل السرطان الذي كانت ولاية سطيف السباقة لإنشائه على المستوى الوطني، والذي سمح بدوره بإحصاء المرضى ودعم الولاية بمركز خاص لمكافحة السرطان، كما أشار إلى أن التسجيل سيكون بطريقتين؛ سجل خاص بالأطفال أقل من 15 سنة تنجزه مصلحة طب الأطفال، والسجل الثاني أكثر من 15 سنة تنجزه مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي سعانة عبد النور، مؤكدا أنه وفقا لتعليمات الوزارة، يتم العمل على تسوية العجز المسجل حيال الأطباء المختصين في السكري، حيث تم تقنين شهادة خاصة للأطباء العامين الذين سيستفدون من القدرات العلمية والخبرات المهنية من الأطباء المختصين في مكافحة السكري، بمعنى إمكانية قصد المريض لطبيب عام بهدف العلاج وتقديم النصائح. وقد أشرف البروفسور مالك رشيد رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي على هذه الدورة التكوينية، حيث قدم على مدار ساعتين جل الإحصائيات العالمية والوطنية المتحصل عليها والمتعلقة بهذا المرض، وركز على الحمية الغذائية التي من شأنها أن تمنع الشخص من الإصابة بهذا المرض، وكذا طرق الوقاية والعلاج منه، وألح البروفسور في كل مرة على ضرورة التشخيص المبكر الذي يساعد دائما على التغلب على جميع الأمراض، وضرورة التزام المريض بنظام غذائي منتظم للوقاية من مضاعفاته. تجدر الإشارة إلى أنه تم بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، خلق قرية تضم العديد من الخيم أمام بهو دار الثقافة بسطيف، حيث شهدت إقبالا منقطع النظير من طرف المواطنين الذين أرادوا الاطمئنان على حالتهم الصحية، حيث تضم القرية مكانا للتحاليل البيولوجية سواء للمصابين وغير المصابين، وكذا جناح خاص بالتربية الصحية، وقد بلغ عدد الأشخاص المتوافدين خلال يومين فقط ما يقارب ألف شخص، ولتعميم الفائدة تم إرسال وحدات طبية متنقلة إلى المناطق النائية لإجراء التحاليل الطبية عن طريق العيادات متعددة الخدمات المتواجدة على مستوى الولاية.