يكرم مهرجان عنابة الأول للفيلم المتوسطي، اسمين بارزين في سماء الإخراج السينمائي والتلفزيوني في الجزائر، رحلا هذه السنة وهما؛ بن عمر بختي وعمار العسكري، كما سيقف عرفانا للنجمين المصريين الراحلين عمر الشريف ونور الشريف، باعتبارهما قامتان إبداعيتان تركا أثرا سينمائيا بديعا خلال سنوات طويلة، ساهمت في نجاح العديد من الأفلام. خصصت محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي عروض أفلام وشحت مسار المكرمين، إذ اختارت تقديم فيلم "دورية نحو الشرق" للمخرج عمار العسكري، وهو عمل يؤكد بحق قوة التصور الإخراجي للأفلام الثورية وتفرد الراحل في مثل هذا النوع السينمائي، كما سيقدم فيلم "الطاكسي المخفي" لعمر بن بختي، الذي يعد علامة فارقة في الكوميديا، ترصد بدقة بعض من المظاهر الاجتماعية بطريقة ساخرة وهادفة في الوقت عينه. يلقب عمار العسكري بعراب السينما الثورية نظير أعماله الكثيفة التي مجدت لكفاح الجزائر ضد المحتل، وهو من مواليد 22 جانفي 1942 بمدينة عين الباردة في عنابة، حصل على شهادة عليا في الإخراج من أكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون بالعاصمة اليوغسلافية بلغراد عام 1966، وشهادة في دراسات عليا في العلوم الاقتصادية والعلوم السياسية من جامعة الجزائر. والتحق الفقيد بصفوف الثورة التحريرية بعد إضراب الطلبة الجزائرية، وكان مجاهدا في الولاية الثانية. وعرف إلى جانب عمله الفني بنشاطه النقابي، إذ كان أمينا عاما لنقابة السينمائيين والتقنيين في الاتحاد العام للعمال الجزائريين، كما كان مديرا للمركز الجزائري والصناعة السينماتوغرافية في التسعينات. كان آخر أعماله فيلم "زهرة اللوتس" الذي أخرجه سنة 1999، وهو فيلم مشترك جزائري فيتنامي، نال به جوائز عديدة في مهرجانات دولية، مثل قرطاج وفيسباكو. وبن عمر بختي من مواليد سنة 1941 بتلمسان، درس في معهد باريس للدراسات السينمائية العليا قبل أن يعمل كمساعد تلفزيوني في فرنسا إلى جانب مخرجين سينمائيين فرنسيين، على غرار "كلود للوش" و«جون كلود ساسي". وبعد عودته إلى الجزائر، أصبح مخرجا لأفلام تلفزيونية في المؤسسة الوطنية للإذاعة والتلفزيون سابقا، وقام بإخراج عدة أفلام لقيت نجاحا كبيرا. تحية لنور الشريف وعمر الشريف وبخصوص الأيقونتين نور الشريف وعمر الشريف، فقد ارتأت محافظة المهرجان أن تقف عرفانا لمسيرتهما الفنيتين الزاخرتين بالعشرات من الأعمال السينمائية، من خلال عرض فيلم "السيد إبراهيم وزهور القرآن" للمخرج الفرنسي فرانسوا ديبيرون (إنتاج عام 2003) الذي جسد بطولته الراحل عمر شريف، وسيتم تكريم نور شريف من خلال عرض فيلم "المصير" (إنتاج عام 1997) للمخرج المصري يوسف شاهين. وعمر الشريف (10 أفريل 1932 10 جويلية 2015)، ممثل مصري، قام بأداء عدد من الأدوار في السينما الأمريكية ومن أشهر أدواره العالمية "دكتور جيفاغو"، "فتاة مرحة ولورنس العرب". ترشح لجائزة الأوسكار، كما نال ثلاث جوائز غولدن غلوب وجائزة سيزار. ولد في 10 أفريل 1932 باسم ميشيل ديمتري شلهوب في الإسكندرية، من أسرة كاثوليكية، وتم الإعلان عن وفاة عمر الشريف بتاريخ 10-7-2015 بعد صراع مع مرض آلزهايمر. كانت بدايته في السينما عندما التقى المخرج يوسف شاهين الذي علم بقصة حبه للتمثيل وقدمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي"، الذي لقي شهرة منقطعة النظير، جعل عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائيا لا يفترق. وفي عام 1955، تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة وأنجبت له طارق. أما نور شريف، واسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبد الله (28 أفريل 1946 – 11 أوت 2015)، فهو ممثل مصري، اشتهر بتقديم العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية وعلى المسرح، بدأ حياته الفنية عام 1967، توفي في 11 أوت الماضي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 69 عاماً. اتجه إلى التمثيل عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه، فأسند إليه دوراً ثانويا في مسرحية "الشوارع الخلفية"، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية "روميو وجولييت". وأثناء تمارين المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام، ليظهر في فيلم "قصر الشوق" ويحصل عن دوره على شهادة تقدير، فكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.