تعرف كتب الحياة الزوجية والاجتماعية إقبالا كبيرا من طرف ربات البيوت والمقبلات على الزواج، لثرائها بالمعلومات والنصائح في التعامل مع النصف الآخر، ونقلها لأفكار الطرف الآخر، وتقديمها لإرشادات المؤلفين، أغلبهم من المستشارين والخبراء في ثقافة الحياة الزوجية. ترسم كل فتاة منذ صغرها صورة للحياة المثالية التي تريدها، فتطمح إلى علاقة زوجية تسودها المحبة والرومانسية، وفي المرحلة الانتقالية من العزوبية إلى الحياة الزوجية، تبدأ الفتاة في البحث عن شتى السبل والنصائح لتحقيق غايتها وهي "حياة زوجية هانئة لا تشوبها شائبة". والجدير بالذكر أن الفتيات يثقن ثقة عمياء في النصائح التي تحملها هذه الكتب التي تجيب عن مختلف التساؤلات؛ كيف تفهم الطرف الآخر؟ كيف تتعاملين مع الزوج؟ كيف تثيرين اهتمام الرجل؟ سبل الحياة السعيدة...وغيرها من الكتب لدور نشر مختلفة، بلغات مختلفة أيضا، وعلى رأسها العربية، الفرنسية والإنجليزية. اقتربت "المساء" من بعض السيدات اللواتي صادفناهن في أماكن مختلفة، منها معرض الكتاب، وفي المكتبات كن مشغولات بمطالعة بعض الكتب حتى قبل أن يدفعن ثمنها، إذ أخذن زاوية من الجناح ووقفن منهمكات في حمل بعض الأفكار التي يقرأنها قبل اختيار الكتاب الذي يناسبهن ويجيب عن تساؤلاتهن. بداية اقتربنا من وردة 28 سنة، مقبلة على الزواج، أوضحت أنها تحب هذا النوع من الكتب، فبحكم تجربتها مع بعض العناوين، أكدت أن لها مصداقية تساعدها على حل العديد من المشاكل التي تواجهها في حياتها الاجتماعية، مشيرة إلى أنها غالبا ما تبحث عن كتب لمؤلفين أجانب مترجمة باللغة العربية، فهي ترى فيها نوعا من المصداقية بفضل الدراسات والإحصائيات التي تتبناها تلك الدول في هذا الإطار. اتفقت آراء وتدخلات من مسهم استطلاعنا على أن تلك الأنواع من الكتب تثير اهتمام النساء دون الرجال، حتى وإن كانت بعض العناوين تحمل نصائح خاصة بالرجال، مثل طرق التعامل مع الزوجة أو ما يثير المرأة في الرجل، فهذا النوع من الكتب غالبا ما تنشر بطبعتين؛ أحداها موجهة للرجل وأخرى للنساء، إلا أن المرأة فقط من تقتنيها وعادة ما تهديها للرجل حتى يطالعها ويعمل بنصائحها ويحسن التعامل معها، وفي هذا الإطار، توضح سيدة أن الرجل لا يعير أي اهتمام لهذا النوع من النصائح، فهو يكتفي بخبرته وتجربته، فضلا على أنه يترك طبيعته تحكم أفكاره وتسيرها، موضحة أن المرأة تهتم بالعديد من التفاصيل التي يراها الرجل غير أساسية. وفي هذا الإطار، لم يخف السيد كمال الدين عامل بإحدى دور النشر والتوزيع، أن العديد من دور النشر باتت تهتم بهذا النوع من المؤلفات لرواجها الكبير، وأقر أن العديد من الناشرين يتحولون إلى تجار ينشرون هذه الكتب بهدف تسويقها وكسب المال من ورائها، ليس بغية رفع الرصيد المعرفي لقرائها. فأنواع الكتب المنشورة باتت تحددها السوق وليس العكس، فانصب الاهتمام أكثر وأكثر نحو العلاقة بين الرجل والمرأة أو الحياة العملية أو إتيكيت الحياة الاجتماعية وغيرها من العناوين التي يحاول مؤلفوها إزالة الضبابية عنها، إلى درجة باتت تنشر عناوين بتفاصيل أدق، بعضها طريفة وأخرى غريبة، مثل؛ كيف يمكنك الشجار مع زوجك بطريقة ودية؟ أو كيف تتعامل مع الطرف الآخر ببعض الصدمات النفسية؟ وغيرها من العناوين التي تبدو أنها تجيب عن تساؤلات بعض النساء. من جهتها، أوضحت سميحة خبيرة اجتماعية، ومؤلفة لكتيبات تحمل عناوين عديدة معظمها مرتبطة بالمرأة وحياتها الاجتماعية والعملية، قائلة بأن هذا النوع من النصائح يساعد المرأة في التحلي بالقوة لمواجهة صعوبات الحياة، فبحكم حساسية المرأة وملاحظتها لأبسط التفاصيل في طرق تعامل الزوج معها، هي بحاجة إلى درع واق، وهو ما تضمنه تلك الكتب التي تمدها بمختلف النصائح. وأشارت المتحدثة إلى أن جذب الرجال مهارة لها أسرار تعرفها بعض النساء، ولا تدركها أخريات، لكن بالطبع تعلمها ليس بالأمر المستحيل، إذ يمكن للمرأة تعلمها ببساطة من خلال هذه الكتب، خاصة بالنسبة للمرأة التي تملك إرادة قوية لفهم زوجها وإيجاد طريقة تسمح لها بالعيش في أريحية ورومانسية ، لذا فهي متفتحة على مختلف النصائح والإرشادات التي يقدمها الخبراء في تلك الكتب.