عرفت حادثة الاعتداء على مدرب مولودية الجزائر إيغيل مزيان وعلى بعض اللاعبين خلال حصة الاستئناف يوم الخميس الماضي، تداعيات جديدة، قد تُحدث أزمة أخرى في هذا النادي الكبير، الذي حقق نتائج جيدة إلى حد الآن خلال هذا الموسم، فهو في المرتبة الثانية في البطولة الوطنية وتأهل إلى الدور 16 من كأس الجزائر، وهذا ما جعل رئيس النادي عاشور بتروني، يتحدث عن إمكانية رحيله من منصبه بعد تصرفات بعض المناصرين خلال الحصة التدريبية للفريق، كما طالب بعض اللاعبين بوثائقهم؛ لأنهم أصبحوا يخشون على حياتهم في نادي مولودية الجزائر. وقام عدد من أنصار المولودية بالاعتداء على المدرب مزيان إيغيل، حيث طالبوه بالرحيل وقاموا بشتمه وحتى الاعتداء عليه جسديا، عندما تنقّل عدد منهم إلى الملعب الملحق ل 5 جويلية حجوط، وأفرغوا غضبهم على اللاعبين، وكان إيغيل المستهدَف الأول لهؤلاء الذين احتجوا على الأداء غير المقنع في مباراة "الداربي" الماضية أمام اتحاد العاصمة رغم أن فريقهم خرج من المباراة بنقطة ثمينة أمام رائد الترتيب، الذي كان هو من استقبل في هذه المقابلة، وبالتالي أصبحت المولودية تحتل المرتبة الثانية برصيد 23 نقطة. وأمام هذه الوضعية قرر بتروني الذي خلف عبد الكريم رايسي منذ شهرين، تقديم استقالته اليوم الأحد لمسؤولي شركة "سوناطراك" المالكة لأغلب أسهم النادي، فقد صرح المسؤول الأول عن نادي المولودية، بأن الأجواء تعفنت ولا يمكنه أن يواصل العمل في هذه الظروف غير المساعدة؛ "لا يمكن أبدا المواصلة في ظل هذه الاعتداءات التي تطال اللاعبين والطاقم الفني، الأمور تعفنت ولا يمكنني أن أعمل في مثل هذه الأجواء"، ليتّهم رئيس العميد بعض الأطراف بتحريض المناصرين؛ "بعض الأنصار محرّضون، وأنا أعرف من وراءهم"، ليضيف: "تصرف هؤلاء الأنصار أدى ببعض اللاعبين إلى المطالبة بوثائقهم، وهذا ما لا يعرفه هؤلاء، فقد أكدوا لي أنهم يخافون على حياتهم، ولهذا فإن الاستمرار بهذه الطريقة غير ممكن"، قال بتروني. إيغيل يؤكد وجود مؤامرة ضده ويودع شكوى ضد مجهول ويبدو أن الأمور في فريق كبير مثل المولودية، لن تعرف الاستقرار حتى وإن حقق الفريق نتائج إيجابية، فالمدرب إيغيل مزيان ومنذ تولّيه قيادة العارضة الفنية للعميد، استطاع أن يعيده إلى الطريق الصحيح، من خلال فرض الانضباط، وخاصة بإبعاد بعض الانتهازيين الذين كانوا يريدون فقط الاستفادة من هذا النادي. وقد قطع المدرب الأسبق للمنتخب الوطني الطريق أمامهم، مما سمح لفريقه بأن يعرف انطلاقة جديدة، جعلته يحتل الآن مرتبة ثانية. ولم يفهم مدرب المولودية ما جعل هؤلاء المناصرين يحتجون بتلك الطريقة والفريق في أحسن أحواله، حيث لمّح إلى أن هناك مؤامرة حيكت ضده من قبل البعض؛ فقد وصل الاعتداء عليه حتى الضرب بالأيدي والأرجل والبصق على الوجه! هذا ما جعل المدرب يودع شكوى ضد مجهول. ومن بين مطالب هؤلاء الأنصار استقالة المدرب إيغيل، وتعويضه بمساعده مصطفى بسكري على رأس العارضة الفنية للنادي، إلا أن إيغيل لا ينوي تقديم استقالته من الفريق، وطالب الإدارة بأن تحمي لاعبيها، كما يصر الأنصار على إشراك درارجة في المباريات التي يلعبها الفريق.