الحوادث الأخيرة التي سمعنا عنها خلال هذا الشهر الفضيل تجعلنا ندق ناقوس الخطر ونفتح المجال واسعا لنقاش "ملف ضرب الأصول" فهذا شاب في مقتبل العمر يقدم خلال شهر الرحمة والمغفرة على ذبح والدته وأخته وأخيه بكل برودة دم.. وهذه زوجة تحرق زوجها بالزيت الساخن لا لسبب إلا مشاحنة حول قفة رمضان هي قضايا طفت على السطح من أصل العديد من القضايا المسجلة يوميا من طرف مصالح الأمن وهو ما يعكس مستوى الانحطاط الخلقي وتراجع الوازع الديني في المجتمع الجزائري الذي ضاع بين رحلة البحث عن القوت اليومي والانشغالات اليومية لتبقى تربية الأطفال من مهام الشارع أو الفضائيات التي أصبحت الشغل الشاغل للعديد من الشباب، فهل يمكن أن نقول أن الشاب الذي أقدم على المجزرة التي اهتز لها الشارع قد تأثر بإحدى المشاهد التلفزيونية أو أنه أراد التعبير عن شعوره الباطني ورفضه للمجتمع بطريقته الخاصة، أو أن الزوجة الجانية عاشت للحظات إحدى المواقف التي تأثرت بها في المسلسلات الدرامية التي تابعتها لعدة سنوات لتطبقها على زوجها الذي لم يكن ينتظر أن يكون الرد على مشاجرته مع زوجته بالحرق؟ أسئلة وتفسيرات عديدة يتداولها الشارع الجزائري من كل الفئات وفتحت الباب على مصراعيه لنوع جديد من الإجرام انتشر في المدة الأخيرة ويخص الأصول التي لطالما أوصانا بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وذكرها اللّه في كتابه الحكيم، وأمام هذا الوضع لا يسعنا إلا أن نضع نقطة نظام لنعود خطوة الى الوراء ونحدد الأسباب والمسببات لعلنا نستدرك الأمر قبل فوات الأوان.