لا زال الحظ يبتسم لاتحاد الحراش في منافسة كأس الجزائر، حيث تأهل للمرة الثانية على التوالي فوق أرضية ملعبه، المرة الأولى أمام اتحاد مغنية في الدور التمهيدي بالضربات الترجيحية، والمرة الثانية أول أمس على حساب اتحاد عين الكرمة من خلال الفوز على هذا الأخير بنتيجة 2 - 0. وأبان خلال هذه المواجهة عن استعدادات كبيرة، أظهرت أن لاعبيه يريدون فعلا الذهاب بعيدا في هذه المنافسة الشعبية التي لم يذق ناديهم تتويجها منذ سنة 1987. إلا أن المسيرة الإيجابية للفريق في البطولة والكأس لم تنس أوساطه الرياضية وأنصاره الأزمة المالية الحادة التي يمر بها النادي، والتي أحدثت شرخا كبيرا بين رئيس النادي عبد القادر مانع وبعض الأعضاء من مجلس الإدارة الذين يريدون خلافة هذا الأخير بالسيد شرفاوي، الذي يعد أحد الأعضاء البارزين في المجلس، بالنظر إلى حجم الأموال التي منحها للفريق. إلا أن مانع لا يرى في شرفاوي الشخص المناسب لقيادة النادي وحل مشاكله، وبادر باتخاذ قرار مفاجئ تمثل في فتح الرصيد المالي لاتحاد الحراش، يسمح لرجال الأعمال الاستثمار في النادي، حيث يرى مانع هذا الإجراء بمثابة الحل المناسب لجعل النادي في أريحية مالية دائمة، فضلا عن أنه يستجيب كما قال إلى القرارات الملزمة للرابطة الوطنية المحترفة التي أمرت كل الأندية المحترفة للرابطتين الأولى والثانية، بتطبيق هذا الإجراء قبل نهاية الموسم الجاري. وقد اعترف الرئيس الحالي لاتحاد الحراش باستفحال الأزمة في ناديه، إذ لا لاعبي فريق الأكابر ولا الأطقم الفنية للفئات العمرية تلقوا المستحقات المالية المحسوبة على أكثر من أربعة أشهر كاملة، باستثناء المدرب بوعلام شارف الذي استلم مستحقاته كاملة، صبها في حسابه الخاص العضو البارز في مجلس الإدارة شرفاوي، مثلما اعترف بذلك الرئيس مانع نفسه، كما أحدثت هذه الأزمة المالية توترا كبيرا بين رئيس النادي والمدرب شارف المتهم من طرف الأول بحشر أنفه في مسائل تعني بالدرجة الأولى إدارة النادي، وقال مانع في هذا الشأن بأن شارف يقوم بتحريض اللاعبين ضد المسيرين فقط، من أجل تحقيق مصالحه، معتبرا أن اتحاد الحراش يعد النادي الوحيد الذي يعمل فيه هذا التقني براحة تامة وبدون تعرضه لأي ضغط، مع أن هذا الأخير - يضيف مانع - لم يحقق أي لقب مع الفريق الذي يدربه للموسم السابع على التوالي، باستثناء مرور قصير في مولودية الجزائر واتحاد بلعباس في الموسم الفارط، حيث سرعان ما عاد إلى العارضة الفنية للنادي الحراشي، ولا شك أن المواقف المتباينة بين الرجلين في كيفية تسيير الفريق لن تخدم مصالح هذا الأخير الذي يتنافس على جبهتي البطولة والكأس، وهو الآن بحاجة إلى الهدوء والسيرورة لتحقيق أهدافه في المنافستين المذكورتين. إلا أن مانع مطالب في الأيام القليلة القادمة بالحصول على بعض الأموال للحد من غضب المطالبين بالحصول على مستحقاتهم المالية، وسيكون مضطرا لمطالبة أعضاء مجلس الإدارة بدفع إعانات مستعجلة من أموالهم الخاصة، في انتظار استلام خزينة النادي مساعدات من البلدية ومن بعض الممولين.