لم يعد مدرب اتحاد الحراش، بوعلام شارف يحظى بالتأييد الكامل الذي كان يتمتع به لدى الأوساط الرياضية لهذا النادي، ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة يقضيها مع هذا الفريق، بدأ شارف يشعر بأن شعبيته قد اهتزت بالفعل بعد تعرضه لانتقادات لاذعة من الأنصار في المباراة الأخيرة التي تعادل فيها فريقه أمام ضيفه، دفاع تاجنانت بملعب أول نوفمبر بالمحمدية والتي شكلت فرصة سانحة لمناوئيه لمطالبته بالرحيل وترك مكانه لمدرب آخر. وقالت مصادر قريبة من الفريق الحراشي إن شارف تفاجأ بهذا الموقف المعادي له، إلى درجة أنه غضب كثيرا عند توجهه إلى غرف تبديل الملابس في نهاية تلك المواجهة. وبطبيعة الحال، فإن المدرب الحراشي يعي جيدا، أن هذه المعاداة التي يتعرض لها تقع بسبب النتائج السلبية التي سجلها فريقه مؤخرا في البطولة وكان الانهزام الثقيل أمام نصر حسين داي في الجولة التاسعة عشر من البطولة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة للأنصار الذين شعروا بتعرض فريقهم لإهانة كبيرة. ولا شك أن بوعلام شارف أصبح الآن يحن إلى ذلك الوقت الذي كان يلقى فيه الإجماع والاحترام والمساندة من الأنصار الحراشيين الذين كثيرا ما قدموا له الهدايا وثمنوا عمله مع فريقهم، فأصبح المدرب الوحيد في الرابطة الأولى الذي لا يتعرض لانتقادات، وغالبا ما كانت أرائه محترمة فيما يتعلق بالسياسة المتبعة من طرف إدارة النادي في مجال التكوين بشكل خاص. وبحسب أراء الملاحظين الذين يتابعون عن قرب مسيرة اتحاد الحراش في البطولة، فإن وصول عبد القادر مانع إلى سدة رئاسة النادي شكل نقطة تحول موقف الأنصار من المدرب بوعلام شارف الذي يدرك أن هذا الأخير سيقيله لا محالة في حالة ما إذا فشل الفريق في احتلال إحدى المراتب المؤهلة للمنافسة الدولية أو الخروج من منافسة كأس الجمهورية. ألم يصرح مانع في بداية الموسم أن الهدف الذي رسمته إدارة النادي للفريق هو احتلال في نهاية البطولة إحدى المراتب الثلاث الأولى في الترتيب؟ والغريب في كل هذا أن شارف لم يتحدث أبدا عن هذا الموضوع، وذلك من أجل تفادي التعرض للضغط، لكنه يدرك هذه المرة أن أيامه ستكون معدودة إذا ما عرف اتحاد الحراش فشلا ذريعا في نهاية الموسم، لا سيما أنه لم يبق أمامه سوى النجاح في رهان واحد والمتمثل في كأس الجمهورية، علما أن الفريق أصبح يحوز على نسبة كبيرة في الوصول إلى غاية الدور نصف النهائي.ففي حالة فوزه هذا السبت على اتحاد تبسة، وهي فرضية ممكنة جدا بالنظر إلى فارق المستوى بين التشكيلتين، سيستقبل اتحاد الحراش في الدور ربع النهائي أحد المتأهلين من مباراة هلال شلغوم العيد - الجمعية الرياضية لبلدية مغنية، وهذا ما سيجعل الأنصار الحراشيين متفائلين أكثر في إمكانية ارتفاع حظوظ فريقهم للتتويج بكأس الجمهورية. ومن المنتظر أن يلعب اتحاد الحراش أمام اتحاد تبسة بكامل تعداده بعد رجوع اللاعبين الذين كانوا يشكون من الإصابة منهم آيت وعمر، بن عاشور، شعال ومزيان إلى أجواء التدريبات وهم الآن جاهزون ليكونوا ضمن التشكيلة الأساسية.