أكد البروفيسور مراد تورقان، رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى "مديكال بارك" اسطنبول، أن طريقة علاج أمراض القلب تعتمد على التقنيات التكنولوجية الحديثة المتوفرة بالمستشفى، مثل الاجتثاث القسطري الكهربائي الفيزيولوجي وجهاز تنظيم ضربات القلب، نظام التخطيط ثلاثي الأبعاد والصورة الوعائية، مشيرا إلى أن المستشفى رائد في هذه العمليات وحاز على رخصة تعليم الأطباء. يفصل المختص بالشح حيال الأجهزة المستعملة، مؤكدا أن طريقة العلاج هي نفسها منذ 20 سنة، إلا أن الاختلاف يكمن في الأجهزة المتنوعة والفعالة عن الاجتثاث القسطري الكهربائي الفيزيولوجي، ويقول محدثنا بأنه يتم من خلاله إدخال أنبوب أو قسطار رقيق مرن في وعاء دموي، ويمرر عبره إلى القلب لتطبيق طاقة التردد اللاسلكي أو الحرارة المجمدة لعلاج النسيج القلبي الذي يسبب اضطرابات النبض. وكذا جهاز تنظيم ضربات القلب، وهو عبارة عن آلة صغيرة توضع على الصدر أو البطن، تساهم في السيطرة على نبضات القلب غير الطبيعية، ويمكنه علاج حالات التعب والإغماء، وفيما يخص نظام التخطيط الثلاثي، يعمل على تحديد موضع المشكل الصحيح، مع إظهار توزيع ضربات القلب. وتعتبر الصورة الوعائية التي يعتمد فيها على أحدث الطرق العلاجية والمتمثلة في تقنية البالون والقالب، التي يتم إدخالها من الرسغ ويمكن للمريض أن يتحرك مباشرة، بدل الطريقة التقليدية التي كان تتطلب الدخول عبر وعاء دموي من الفخذ، ويحتاج المريض إلى ست ساعات من التمدد بعد إجرائه. ويشير المختص هنا إلى أن الشريان الأبهر هو أكبر الشرايين في جسم الإنسان، ويصاب بما يسمى بالأمدم الأبهرية، أو تضحم الأبهر الذي يعتبر قاتلا، والحل الوحيد المتاح هنا هو الجراحة لإزالتها، إلا أن المستشفى يعتمد على استبدال القسم المتضرر بقالب دون جراحة، بحيث يعتمد على "إجراء ديفيد" الذي ينتظر أن يكون مرجعا عالميا في هذا المجال، إلى جانب الجراحة التحويلة الأبهرية الإكليلية التي تجرى للمصابين بالذبحة الصدرية. وأضاف المختص أن تبديل الشرايين من العمليات التي يعكف عليها، وتجري في حالة عدم قدرة الشريان على تروية المنطقة المسؤولة عنها نتيجة انسداد أو تضيّق الشريان في منطقة معينة. ويتم في هذه العملية استخراج أو تجهيز شريان من مناطق أخرى من الجسم وتشكيل جسر إلى منطقة ما بعد الانسداد، حيث يتم بذلك نقل الكمية الكافية من الدم إلى هذه المنطقة. وفيما يخص عملية تبديل الشرايين التاجية، فهي عملية يتم فيها تبديل الشرايين المسدودة والمسؤولة عن تغذية عضلة القلب وتحتاج العملية إلى ساعتين أو ثلاث ساعات، أما زرع الصمام فيحتاج لأكثر من ذلك. وأضاف المختص أنه يوجد قسم خاص بجراحة القلب للأطفال. وفيما يخص النصيحة التي قدمها المختص لقراء "المساء" حول طرق حماية القلب من الأمراض، قال: "لابد من ممارسة الرياضة بانتظام، وأن نأكل قليلا ونتحرك كثيرا ونبحث عن أبواب السعادة ونطرقها". أما نصيحته للمرضى أو لمن قاموا بإجراء عمليات جراحية على القلب "فلابد من المداومة على تناول الدواء، مع اتباع ما جاء في وصفة الطبيب، أو إخباره عند الإحساس بأن الدواء غير مناسب والتواصل معه، كما لا يجب أبدا إهمال الرياضة التي يوضح لك المختص طريقة ممارستها".