يكشف السيد خالد يونسي المدير الفرعي للتوجيه الديني والنشاط المسجدي في هذا الحوار، عن أهم النشاطات التي تسعى من خلالها الوزارة للمساهمة في مكافحة الآفات الاجتماعية ومنها اختطاف الأطفال، وعلى رأسها وضع المخطط الوطني القطاعي لمكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال، والذي يتم تجسيده بالتنسيق مع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني. ❊ تنامت ظاهرة اختطاف الأطفال مؤخرا في مجتمعنا بشكل مخيف، فهل لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف برنامج للتحسيس الواسع بها؟ ❊❊ أولا لا بد من أن نفرّق بين مفهومين اثنين: الاختطاف والاختفاء، فليست كل الحالات اختطافا، بل هناك حالات اختفاء أطفال هربوا من منازل أهاليهم لسبب أو لآخر، ولكن نعتقد أن التهويل الإعلامي قد لعب دوره في تضخيم الأمور، لأن الظاهرة السلبية والدخيلة على مجتمعنا حساسة جدا. ❊ ولكن ألا ترون أن هذا التهويل هو عبارة عن رسالة تحذير للأهل والمجتمع ؟ ❊❊ صحيح أن الاحتياط جيد والحذر مطلوب، كما يقال، ولكن هذا التهويل الكبير خلق، حسب اعتقادي، بعض الفوضى، فالكثير من الأولياء اليوم أصبحوا يرافقون أولادهم ذهابا وإيابا إلى المدارس، وبالتالي ازدياد الهلع ونحن بحاجة أكثر إلى الرجاحة والاستقرار لطمأنة المجتمع عن طريق إعطاء الحقيقة بدون مبالغة أو تهويل. ❊ وكيف يكون ذلك حسب رأيكم؟ ❊❊ وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وضعت مخططا وطنيا لمكافحة الآفات الاجتماعية، ومنها ظاهرة اختطاف الأطفال، وقد تمت مراسلة كل المديريات الولائية للاستعداد لتجسيد هذا المخطط القطاعي، والذي يشمل العديد من النشاطات التي تهدف في مجملها إلى مكافحة كل الظواهر الاجتماعية السلبية الدخيلة، ومن ذلك إطلاق الوزارة بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، قافلة وطنية لمكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال. والمنتظر أن يتم إطلاقها بالتوازي في كل ولاية يشرف عليها أئمة ومرشدات وأساتذة وغيرهم؛ من أجل التوعية والتحسيس بغية نشر الطمأنينة في المجتمع. ❊ وما هي أهم محاور المخطط؟ وماذا تنتظرون منه؟ ❊❊ أولا، المخطط جاء بمبادرة من الوزير محمد عيسى، الذي أمر بوضع مخطط وطني قطاعي لمكافحة الآفات الاجتماعية. وقد شاركت الوزارة في ديسمبر 2015 في ورشتين وطنيتين، الأولى حول مكافحة العنف ضد المرأة، والثانية مكافحة العنف ضد الأطفال، وكان من بين التوصيات وضع المخطط الوطني القطاعي لمكافحة اختطاف الأطفال. وتعمل المديرية الفرعية للتوجيه الديني والنشاط المسجدي بالوزارة، على متابعة التطبيق الميداني لهذا المخطط. أما أهم محاوره فنلخصها في شقين اثنين: الأول خاص بالوزارة، والتي ستشرف خلال مارس 2016 على إطلاق القافلة الوطنية لمكافحة اختطاف الأطفال، والثاني يخص المديريات الولائية، هذه الأخيرة تعمل وفق برنامج أُرسل لها مؤخرا، ويقوم على نشاطات مختلفة، ومنها خطب الجمعة وندوات مسجدية للتوعية بخطورة الآفات الاجتماعية ككل، إضافة إلى إلقاء دروس تحسيسية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية والمدارس القرآنية، إلى جانب تنظيم قافلة لمكافحة العنف ضد الأطفال، والتي سيتم تنظيمها بالتوازي في كل الولايات. ❊ ومتى تنطلق القافلة تحديدا؟ ❊❊ من المقرر أن تنطلق القافلة مطلع شهر مارس، وهنا نشير إلى أن الوزارة اختارت هذا الشهر تحديدا لرمزيته؛ كونه شهر الشهداء، والقافلة تستمر في الزمن؛ حيث سيتم تحديد دائرة من دوائر كل ولاية تمكث بها القافلة لمدة 15 يوما؛ إذ ستجوب الأحياء السكنية ودور الشباب وغيرها من الأماكن التي تعرف توافدا للمواطنين، بهدف تحسيس أكبر عدد ممكن من السكان وخاصة منهم الشباب، لثنيهم عن الممارسات المشينة. ونشير إلى أن القافلة تراعي خصوصية كل ولاية، لذلك عندما راسلنا المديريات لفتنا إلى جانب الإبداع؛ حيث يمكن لكل مديرية أن تنشّط برامج توعوية تقوم على المبادرة والإبداع انطلاقا من دعوة الوزير الذي يعتبر أن ما يراه الإمام والمرشدة حسنا، فهو عند الوزارة حسنا. ❊ هل تتوقعون تفاعلا للمواطنين مع قافلة الوزارة؟ ❊❊ أكيد، نحن نعمل لخير الفرد والمجتمع؛ لذلك فإننا نتوقع تفاعلا كبيرا مع القافلة التي، كما أشرنا إليه، ستقصد الأحياء رافعة شعار "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وأعتقد أن الجميع ينشد الطمأنينة، لذلك فنحن ندعو الجميع إلى المساهمة في إنجاح هذا المخطط الذي يهدف أساسا إلى محاربة كل الآفات الاجتماعية، وكذلك محاصرتها في مهدها قبل أن يتحول مرتكبوها إلى عصابات إجرامية عن طريق الوسائل التوجيهية من منطلق القيم والمبادئ، مع ترشيد طرق التعامل مع الحالات المرضية المتسببة في الآفات، هذا إضافة إلى العمل على تفعيل المنظومة الأخلاقية في مكافحة الآفات الاجتماعية، وأيضا تكثيف العمل على العودة بالمجتمع إلى قيم ديننا الحنيف. كذلك نحاول من خلال هذه القافلة تحقيق الحصانة الفكرية لحماية المجتمع من الانحراف الفكري المؤدي إلى الانحراف السلوكي. ❊ هل من كلمة أخيرة لنختم اللقاء؟ ❊❊ أود أن أشير إلى تنظيم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خلال شهر مارس هذا، ندوة وطنية حول موضوع "واجبنا نحو الأطفال"، ونريدها ندوة جامعة لدعم المشروع المتكامل لحماية أطفال الجزائر.