اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني تجمع اليوم في إطار المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في استقرار وانسجام تجمعا من أجل المصلحة العليا في البلاد، وأكد بأن الغائبين عن هذا اللقاء ارتكبوا خطأ سياسيا غير مبرر، موجّها انتقادات حادّة لكل من المعارضة التي قال بأنها لا تحمل أي مشروع سوى الطمع في المناصب، وكذا للأمين العام بالنيابة للارندي أحمد أويحيى الذي وصفه ب«غير المخلص للرئيس". سعداني الذي ذكر في فوروم الإذاعة بأن المهرجان الكبير الذي تنظمه المبادرة اليوم من أجل بناء جدار وطني يقي الجزائر من التهديدات الأمنية، هو تجمع للتأكيد على مساندة برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة "الذي كان ثريا ومنتجا وكان في صالح الشعب وبدأ بالمصالحة الوطنية والسلم والأمان والتنمية الوطنية"، وأكد بأن كل من يغيب عن هذا اللقاء المنظم من أجل المصلحة العليا للوطن لا غير، "يرتكب خطأ سياسيا فاضحا، لا مبرر لغيابه" قائلا في هذا الصدد لأن من كان يساند الرئيس ويدعم الجيش فهذا التجمع نظم لأجل ذلك". وإذ أكد سعداني بأن مناضلي التجمع الوطني الديمقراطي لن يغيبوا عن اللقاء أوضح بأن الغائب من هذا الحزب هو الأمين العام بالنيابة أحمد أويحيى. وقدر بأن هذا الغياب يعود إلى أن "أويحيى شخّص الأمر في شخصه وله قضايا في رأسه"، وأضاف في هذا الخصوص بأن "أويحيى يريد أن يقود تحالفا حكوميا ونحن رفضنا هذا لأننا لسنا نحن من يشكل الحكومة وإنما رئيس الجمهورية". وفي حين أشار إلى أن رفض أويحيى الحضور في لقاء اليوم يعيبه عليه مناضلو "الأرندي" قبل المناضلين الآخرين، أعلن سعداني استعداده للغياب عن التجمع في حال طلب أويحيى ذلك قائلا "أنا مستعد أن أترك له الإشراف على التجمع". ولم يتوقف الأمين العام للحزب العتيد عند هذا الحد من الانتقاد لغريمه بل واصل حديثه باعتبار "أويحيى يعيش في التسعينات"، وقال بأن "الأفلان لا يساند أويحيى أبدا وسبق أن قلنا إننا لا نملك الثقة فيه لأنه ليس مخلصا مع الرئيس هو شخص يريد أن يترشح في الرئاسيات المقبلة، وهذا خطأ سياسي سنقع فيه لو ساندناه" وأوضح المتحدث أن غياب أويحيى الذي يعتبر غيابا فرديا ولا يحسب على الأرندي الذي سيكون في اللقاء، لن يؤثر على سير المبادرة الوطنية، في حين أكد في المقابل بأن الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس الذي سيغيب لارتباطات شخصية خارج الوطن، أكد حضور حزبه في هذا اللقاء. سعداني الذي عاد في كل مرة خلال حديثه للتذكير بأن تجمع اليوم يهدف للتجنيد الوطني من أجل دعم ونصرة الجيش الوطني الشعبي للوقوف معه في هذا الظرف العصيب المتميز بالأخطار التي تهدد البلاد، أكد بأن الطبقة السياسية لا يمكن أن تتجاهل هذه الأخطار "لأن تجاهلها يعني الغباء السياسي وتفويت فرصة وطنية هامة، مشيرا من جهة أخرى إلى أن تزامن لقاء المبادرة الوطنية مع التجمع الذي تنظمه المعارضة السياسية في زرالدة، سيظهر للمعارضة نفسها وحجمها ويؤكد لها بأن الكفة ليست في صالحها ". وجدد في هذا السياق تحديه لأطراف المعارضة السياسية الخروج من صالونات الفنادق وتقديم خطاب بديل عن خطابها "الذي ينحصر في الكلام عن شرعية الرئيس"، ووصفها "بالمعارضة العقيمة التي لا تلد"، معتبرا من غير اللائق أن تترك أحزاب الموالاة الساحة للمعارضة في هذا اليوم المشهود. وبعد تطرقه إلى الوضع العام الذي يميز المنطقة والعالم والمخاطر المحدقة بالجزائر بفعل الاضطرابات التي تعيشها دول الجوار، معتبرا بأن الجزائر "لولا الرئيس بوتفليقة لكانت أول دولة مستهدفة بالربيع العربي"، عاد سعداني للتأكيد مرة أخرى على الكفاءة التي يتحلى بها شكيب خليل، مشيرا إلى ان هذا الأخير الذي لم تدنه العدالة الحقيقية وتم اتهامه بالكذب، ظلم مثلما ظلم ال4500 إطار الذين سجنوا و268 ألف إطار الذين هجروا. كما انتقد سعداني خلال حديثه بشدة محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي واعتبره سببا في انهيار العملة الوطنية وتهريب الأموال وانكماش الاقتصاد الوطني.