تشكل التربية المرورية أهم النشاطات التي تعول عليها مصالح الأمن لغرس ثقافة السلامة عبر الطرق، من خلال تربية النشء على احترام قانون المرور وبالتالي السياقة الآمنة، ذلك أن أطفال اليوم هم سواق الغد، وعليه فإن مشاركة مصالح الشرطة بمختلف التظاهرات الوطنية والدولية لدليل كاف على السياسة الجديدة المنتهجة والقائمة على تقريب الشرطة من المواطن وكذا التوعية والتحسيس بمختلف الآفات الاجتماعية من جهة أخرى. وقد شكل الصالون الوطني للأمومة والطفولة المنظم مؤخرا بالعاصمة، فرصة أخرى لمصالح الأمن للتقرب من الجمهور الواسع وخاصة الأطفال من أجل غرس ثقافة أمنية ومرورية سليمة في المجتمع. في السياق، أوضح الملازم أول للشرطة، محمد صداقي، رئيس مكتب الوقاية المرورية على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني، في حديث ل"المساء" على هامش التظاهرة، أن المديرية العامة للأمن الوطني حاضرة في مختلف التظاهرات الثقافية والرياضية التي تفتح أبوابها لغالبية الجمهور والمواطنين سواء الجزائريين منهم أو الأجانب، حيث يتم استغلالها في مجال التوعية والتحسيس عن طريق الارتكاز على ثلاثة محاور رئيسية، يعنى الأول بالوقاية والأمن المروريين والثاني بمحاربة ظاهرة العنف المروري والتقليل من حوادث المرور ويهتم آخر محور بالمحافظة على البيئة والمحيط. أما خلال الطبعة التاسعة لصالون الأمومة والطفولة، فقد تم حسب المتحدث كمرحلة أولى للتعريف بمهام مصالح الأمن العمومي المختصة في التوعية والتحسيس وتسهيل حركة المرور لجميع المواطنين، إلى جانب غرس الثقافة المرورية كمرحلة ثانية لدى الجيل الصاعد من سائقي الغد، وهذا من خلال تخصيص حظيرة للتربية المرورية على الهواء الطلق، حيث أشرف أعوان الأمن على تلقين الأطفال، قواعد حركة السير، تلتها مسابقة فكرية في قانون المرور وزعت على إثرها هدايا رمزية للناجحين. واعتبر الملازم أول أن التربية المرورية من خلال حظائر التربية الموجهة للأطفال، تساهم وبشكل كبير في إيصال الرسالة الوقائية من خلال تحسيس الأطفال ومن ثم أسرهم بخطورة السرعة المفرطة أثناء التنقلات، وكذا خطورة الاستعمال اليدوي للهاتف النقال،"ومن هذا المنبر نؤكد حرص المديرية العامة للأمن الوطني الذي توليه لتوعية جميع الفئات حول مختلف الآفات، وذلك من خلال الحملة الوطنية للتوعية والتحسيس التي أطلقتها خلال العطلة الربيعية بإقامة معارض وأبواب مفتوحة على مستوى جميع الأماكن العمومية والساحات والشوارع المشتملة على المحلات التجارية داخل المدن العمرانية الكبرى"، يقول المتحدث. من جهة أخرى، ترتكز حملات التوعية لمصالح الأمن كذلك على إنشاء مراكز شرطة متنقلة على مستوى الأماكن المذكورة لتأمين جميع المواطنين، إضافة إلى تخصيص فضاءات لحظائر التربية المرورية للأطفال، ينشطها أعوان ورتباء مصالح الأمن العمومي، وهذا بالتنسيق مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في مجال الوقاية المرورية، على غرار القيادة العامة للكشافة الجزائرية الإسلامية وجمعية قدماء الكشافة. كما دخلت التربية المرورية أقسام المدارس من خلال إشراف مصالح الأمن على إلقاء دروس نظرية على التلاميذ بالمؤسسات التربوية خاصة لأطوار الابتدائي، دون إغفال تحسيس مستعملي الطريق حول القيادة الآمنة من خلال توزيع المطويات وغيرها، وهو ما جعل المسؤول يؤكد على إيجابية مختلف تلك التدخلات لمصالح الأمن ويتجلى ذلك بتسجيل انخفاض في حوادث المرور خلال 2015 مقارنة ب2014 قدر ب6 % بالنسبة للحوادث و-6% بالنسبة للجرحى و-3% بالنسبة للقتلى. هذه النتائج الايجابية، تجعل المديرية العامة للأمن الوطني تكثف من العمل التوعوي الجواري خاصة فيما يخص التربية المرورية وكذا تكثيف الخرجات الميدانية من أجل الوصول إلى القضاء التدريجي على آفة حوادث المرور التي تودي كل سنة بما يزيد عن أربعة آلاف شخص. وفي مواصلته لتقييمه العام لمخطط الوقاية المرورية، ذكر الملازم أول للشرطة محمد صداقي في معرض حديثه، أنه قد تم ملاحظة ثلاث نقاط رئيسية الأولى تخص نجاح البرنامج التوعوي - التحسيسي المطبق من طرف الشرطة، والثاني التواجد الميداني المكثف لقوات الشرطة على مستوى جميع النقاط والمحاور، والثالث يخص استغلال التجهيزات الحديثة في مجال المراقبة المرورية والوقاية والأمن المروريين ومنها أجهزة الرادار وأجهزة قياس نسبة الكحول في الدم، مراقبة مختلف الدراجات النارية وكذا استغلال كاميرات المراقبة المرورية والوحدات الجوية للأمن الوطني المدعمة بالحوامات،"دون أن ننسى أهم نقطة وهي تأمين مختلف وسائل النقل الحديثة على غرار الترامواي والمترو والمصاعد الهوائية وحتى محطات النقل البري أو عبر السكك الحديدية والتي أصبحت جميعها مؤمنة 100 % في قطاع اختصاص الأمن الوطني"، يقول المسؤول.