أكدت الجزائر مواصلة تقديم دعمها للمؤسسات الليبية المعترف بها داخليا ودوليا في إطار برامج تعاون يشمل شتى الميادين، مذكرة بجهودها المبذولة لدفع المسار السياسي في هذا البلد تحت إشراف الأممالمتحدة والذي انبثق عنه الاتفاق السياسي الليبي. وإذ رحبت بدخول المجلس الرئاسي إلى طرابلس، فقد وصفت هذه الخطوة بالأساسية في استرجاع سلطته ومباشرة مهامه بما يحفظ سيادة ليبيا وسلامة ترابها ووحدتها وانسجام شعبها. مساهل أكد في كلمة ألقاها، أول أمس، في أشغال الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني "ضرورة انتهاج الحلول السياسية المطابقة للشرعية الدولية والحوار والمصالحة الوطنية بشأن جميع الأزمات لاسيما في سوريا واليمن بما يحفظ وحدة واستقرار وسيادة هذين البلدين الشقيقين". الوزير جدد قناعة الجزائر بأن المنطقة العربية التي تحتل موقعا جيواستراتيجيا متميزا وتزخر بموارد طبيعية وبشرية معتبرة، "مؤهلة للعب دور هام في إيجاد التوازنات لعالم يعيش تحولات وتقلبات سريعة"، وهو ما يجعلها "في حاجة إلى تكثيف الجهود والعمل على التعاون والتنسيق والتكامل مما يحمي أمنها واستقرارها من جميع المخاطر التي تحدق بها". الملف الليبي شكل محور المحادثات التي جمعت السيد مساهل بالأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، على هامش الأشغال، إذ أكدا دعمهما للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي ورحب الجانبان بانتقال المجلس إلى العاصمة الليبية طرابلس، في حين تمت دعوة جميع الأطراف السياسية الليبية إلى التعاون مع حكومة الوفاق لتسهيل عملية الانتقال السياسي والمجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والمساعدة لهذه الحكومة. اللقاء كان فرصة أيضا لبحث مستجدات القضية الفلسطينية في ظل الجمود الحالي للمسار التفاوضي وكذلك مختلف القضايا العربية الراهنة، فضلا عن استعراض عملية إصلاح وتطوير جامعة الدول العربية. في هذا الصدد، حرص السيد مساهل على تأكيد حرص الجزائر على المساهمة الإيجابية في مسار إصلاح وتطوير الجامعة العربية على ضوء توصيات اللجنة المستقلة رفيعة المستوى التي ترأسها الدبلوماسي الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي. كما شدد الوزير على ضرورة أن تشمل عملية الإصلاح كل الجوانب المؤسساتية والقانونية والإدارية والمالية التي من شأنها إضفاء المزيد من الفعالية والنجاعة على مؤسسات العمل العربي المشترك. وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية كان قد تحادث أيضا مع وزير الشؤون الخارجية لدولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمان آل ثاني، حيث تم تقييم التعاون الثنائي بين البلدين على ضوء المشاريع الاقتصادية والشراكة التي تعد قيد الإنجاز، لا سيما مركب الحديد والصلب لبلارة (جيجل) وكذا المواعيد المسجلة في جدول أعمال اللقاءات بين مسؤولي البلدين. كما تم التطرق إلى التحضيرات لعقد اجتماع اللجنة المختلطة المقررة في الثلاثي الأخير من 2016، فضلا عن الزيارة المقبلة لوزير الصناعة والمناجم الجزائري إلى الدوحة. وستسمح هذه الزيارة بتعميق التشاور حول توسيع التعاون الاقتصادي من أجل رفع مستوى الامتياز الذي بلغته العلاقة السياسية بين البلدين. كما توسعت المحادثات إلى بحث المسائل السياسية الدولية ذات الاهتمام المشترك لا سيما الوضع السائد في منطقة العالم العربي ومكافحة الإرهاب والتطرف. من جهة أخرى، اتفق الوزيران على تعزيز التشاور السياسي أكثر بين البلدين وتضافر جهودهما من أجل تعزيز تجند المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وفروعه لا سيما الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات. كما تحادث السيد مساهل مع وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة العربية السعودية، نزار بن عبيد مدني. وتناولت المحادثات العلاقات الثنائية حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الثنائي القائم بين البلدين الشقيقين، مؤكدين حرصهما على تعزيزه والارتقاء به في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية منها. كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول العديد من القضايا العربية والإقليمية الراهنة ومكافحة الإرهاب، مع التأكيد على أهمية التنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في تعزيز جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة العربية وإيجاد الحلول السياسية للأزمات. وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية تحادث أيضا مع وزير الشؤون الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، السيد وانغ لي. وسمح اللقاء باستعراض وضعية التعاون الثنائي وآفاق تعزيزه وتوسيعه في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تربط البلدين، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول المسائل السياسية الدولية لاسيما إصلاح الأممالمتحدة والشراكة بين إفريقيا والصين والبلدان العربية والصين وحول جهود المجتمع الدولي من اجل التسوية السلمية للنزاعات حسب بيان لوزارة الخارجية. كما نوه وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بالعلاقات المتميزة التي تجمع الجزائربالصين والتي تحمل أبعادا متعددة "مكنت من بناء شراكة إستراتيجية شاملة تخدم مصالح البلدين والشعبين. مساهل كان أكد في الكلمة التي ألقاها في أشغال الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني التي تحتضنها الدوحة، بأن الجزائر "تعمل باستمرار في سبيل إنجاح هذه الشراكة الإستراتيجية" مع الصين وجعلها في مستوى تطلعات الشعبين. وأشار في هذا الإطار إلى أن المتعاملين الاقتصاديين الصينيين في الجزائر وجدوا "كل الدعم والتسهيلات اللازمة للاستفادة من الفرص الهائلة للاستثمار التي تزخر بها" البلاد وذلك من منطلق القناعة بأن هذا التعاون يعد "خيارا استراتيجيا ناجعا سيفضي بالربح على الطرفين".